الكاميرات تسلط الأضواء وتحرق أيضًا
بعد رحيل الفنان سعيد طرابيك كان رد فعل زوجته سارة طارق وبعض المحيطين به أنه كان ضحية ملاحقة الإعلام، وصرخت زوجته الشابة أثناء الجنازة موجهة كلامها للإعلام «حرام عليكم كفاية مش عاوزة إعلام.. ابعدوا عنى». المفارقة أن الفنانة الشابة كانت فى مساء اليوم تتحدث للفضائيات وتشرح تفاصيل حياتها الزوجية، ولم تمانع فى الإجابة عن أسئلة محرجة. بالطبع برامج أرادت توظيف الحدث وممارسة «اللّت والعجن» حول الموضوع.
ثم إن الجدل والنقاش كله لم يتعرض لفن وتمثيل سعيد طرابيك بقدر التركيز على زواجه وطلاقه وزوجته الجديدة والقديمة، وتم اختصار حياته كلها فى شهرين، كأنه لم يكن موجودا قبل أن يتزوج الزواج الأخير.
الإعلام دائما متهم، والبرامج والمذيعون يجدون فى سعيد طرابيك أو غيره موضوعا يثير الجدل والكلام فى حالة ركود عامة، لكن الإعلام أيضا هو الذى دافع عن حق الفنان الراحل فى الحياة والزواج، لكن الأمر تجاوز الدفاع وشرح وجهة نظره إلى تفاصيل قصة حياته مع بعض المعلومات عن أعماله.
طبعا الأعمار بيد الله، لكن الفنان الراحل سعيد طرابيك كان ضحية لهجمات أرادته منذ اللحظة التى أعلن فيها خبر زواجه من الفنانة سارة طارق، فقد شن البعض هجوما عليه وسخروا منه، ليس فقط فى الإعلام ولكن أيضا على موقعى التواصل فيس بوك وتويتر، واضطر الرجل للخروج والكلام دفاعا عن نفسه. لكن الإعلام ومواقع التواصل أيضا هم من دافعوا عن الفنان الراحل وحقه فى حياته الخاصة وحريته فى الزواج، ردا على سخرية من عمره وزواجه فى هذا العمر.
لكن الفنان سعيد طرابيك مثلما كان ضحية الإعلام فقد وقع فى هوى الإعلام، واكتشف أن الظهور المتكرر يضاعف من شهرته، بل إنه أصبح نجم الحدث، يطلع يوميا فى فضائيات وصحف، كان ينتقل من قناة للثانية، يتحدث ويشرح ويواجه ويرد ومعه زوجته سارة، وتطرق الكلام طبعا لمشواره الفنى وزواجه الأول وعلاقته بأبنائه، وبعضها يتعلق بعلاقته بزوجته الأولى وأبنائه.. أى أن الفنان الراحل وزوجته بدا أنهما وقعا فى هوى الإعلام والكاميرات، وأصبح طرابيك نجما فى أيام أضعاف نجومية الفنان لسنوات، وتراجعت أعماله لصالح حكاياته وحياته الخاصة، وهو لم يمانع، بل ربما وجدها فرصة لظهور أكثر.
وقد جمع طرابيك لمعانا أكثر مما كان قبل الزواج، مع أنه كان نجم الأدوار الثانية والجانبية بخفة دمه وقدراته الفنية العالية، لكنه للأسف راح ضحية المهاجمين واللاهثين والساخرين، بل إنه حتى بعد موته أصبح موضوعا وأسرته، والمفارقة كما قلنا أن زوجته التى كانت فى الجنازة تهاجم الإعلام وتطالبه بالبعد عنها، وتتهمه بأنه كان وراء كل ما جرى. وزوجته الفنانة سارة طارق نفسها كانت تتحدث فى العاشرة مساء، بل وتجيب على أسئلة وائل الإبراشى عما إذا كان الفنان الراحل يتعاطى منشطات، وهو سؤال كان كافيا لترفض الزوجة وتستنكر مثلما استنكر بعض الجمهور، لكنها لم ترفض ولم تغضب وتحدثت ونفت قصة المنشطات وشرحت حالته الصحية. وربما لو كانت ابتعدت واكتفت بالصمت ما كان الأمر اتسع.
سارة هاجمت الإعلام فى الصباح، وتحدثت معه فى المساء بعد ساعات من دفن زوجها، وقبلت الإجابة عن سؤال حول المنشطات، فيما بدا استمرارا لحالة الرفض والقبول للإعلام، تطبيقا لمثل «أكرهه وما أقدرش أبعد عنه».
وليست قصة الفنان سعيد طرابيك الأولى ولا الأخيرة، بالطبع الإعلام يبحث عن موضوع، وبعضه يبحث عن نميمة، وهو متهم أحيانا ومطلوب من بعض النجوم. لا هو شيطان ولا ملاك. وهو كمصباح يجذب ويلمع ويحرق أيضا.