تلقيت اتصالا هاتفيا ظهر يوم الأربعاء الماضى من فريق العمل بشبكة الـCNN الأمريكية فى القاهرة، يطلب منى التسجيل معى حول أسباب سقوط الطائرة الروسية فى سيناء.
وافقت على الفور، وانتهزتها فرصة أن أفرغ ما فى جوفى أمام كاميرات الشبكة الإخبارية الأشهر فى العالم، وأن يصل صوت مصرى قوى عن الأسباب الحقيقية وراء سقوط الطائرة الروسية فوق أراضى سيناء، وردود الأفعال المبالغ فيها من الجانبين البريطانى، والأمريكى.
حددنا ميعادا فى اليوم التالى الخميس الساعة السادسة، للتصوير فى صالة الأخبار بـ«اليوم السابع»، وعندما وصل طاقم فريق عمل الـCNN، فوجئت بأن المراسل الأشهر من بين مراسلى الشبكة العالمية، بن ويدمان، على رأس الفريق، وهو ما أسعدنى.
الرجل، مهذب، يتحدث اللغة العربية باللهجة اللبنانية، وحنكته المهنية أكسبته قدرة على إدارة دفة الحوار باحترافية عالية، وبعد إعجابه بسير العمل فى صالة تحرير «اليوم السابع»، بدأنا الحوار.
بن ويدمان، بادرنى بسؤال عن السر وراء أن الإعلام المصرى يعتبر سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء مؤامرة غربية تقودها أمريكا؟ الرجل طرح السؤال بحدة، وقوة، وكأنه جاء ليستقى معلومات محددة، يبحث عنها، ولن يتنازل عن الحصول عليها.
هنا أدركت مبكرا، أنا مقالى المنشور يوم الاثنين 9 نوفمبر تحت عنوان (بالأدلة.. المخابرات الأمريكية أسقطت الطائرة الروسية فى سيناء)، هو لب الموضوع، حيث أكدت فى المقال أن المخابرات الأمريكية وبالتنسيق الكامل مع جهاز المخابرات البريطانية، وراء سقوط الطائرة الروسية فوق الأراضى المصرية، ودللت على ذلك بثلاثة أسباب، منها ضرب الاقتصاد المصرى، ودق إسفين بين القاهرة وموسكو، وإمكانية التدخل العسكرى فى سيناء.
وبالفعل صدقت توقعاتى، عندما أخرج «بن ويدمان» من جيبه المقال المشار إليه، وقرأ العنوان، وسألنى، كتبت مقالا تتهم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالمؤامرة لإسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضى المصرية، فمن أين حصلت على هذه المعلومات؟ فأكدت له أن المقال تحليلى مستند على ربط الأحداث بعضها ببعض، بجانب ما أبداه لى عدد من الخبراء المعنيين حول إمكانية إسقاط الطائرة بصاروخ، أو بإغلاق شفرة الموتور، أو بتوجيه أشعة حديثة، وأن الوسائل الثلاثة متاحة فى إسرائيل.
لم يكتفِ بن ويدمان باللقاء التليفزيونى معى لشبكة الـCNN، ولكن كتب مقالا نشره موقع الـCNN باللغة العربية، يوم السبت 14 نوفمبر تحت عنوان «نظريات المؤامرة تتصاعد بعد سقوط الطائرة الروسية»، وقال عنى نصا: «وفى غرفة أخبار جريدة «اليوم السابع»، سارع رئيس التحرير التنفيذى، دندراوى الهوارى، للدفاع عن مقال كتب حديثا، مدعيا فيه أن واشنطن دبرت مؤامرة لإسقاط الطائرة، وذلك عن طريق شعاع فائق التكنولوجيا أو الليزر أو ربما صاروخ أُطلق من داخل الأراضى الإسرائيلية، ومثل الكثير من المصريين، قال إنه لا يمكنه فهم كيف استغرق مسؤولو الاستخبارات البريطانية أياما قليلة لتحديد أن قنبلة هى التى تسببت بتحطم الطائرة، ففى حين استغرقوا ما يقرب من 20 عاما لتحديد بالضبط كيف قُتلت الأميرة ديانا، وتشير بعض نظريات المؤامرة الأكثر شيوعا حول مقتلها إلى مؤامرة تشمل أجهزة الأمن البريطانية، وهو ادعاء نفته سلطات الأمن البريطانى بشدة، وبالطبع كانت حادثة وفاتها برفقة دودى الفايد، نجل محمد الفايد، المالك المصرى السابق لمحلات «هارودز» الشهيرة فى لندن. وهى مؤامرة أخرى من وجهة نظر مصرية».
إلى هنا انتهى كلام بن ويدمان عنى، لكن ومن خلال كل هذا الاهتمام الشديد من جانب الإعلام الأمريكى، بمقالى عن المؤامرة الأمريكية فى إسقاط الطائرة الروسية، أمر لافت وغريب، «وواضح إن اللى على رأسه بطحة يحسس عليها!».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة