اليمين فى فرنسا
وبعد ساعات من التفجيرات التى وٌجهت فيها أصابع الاتهام إلى اللاجئين السوريين بدأ التيار اليمينى فى استغلال الحادث لصالحة بتوجيه زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف فى فرنسا مارين لوبين أول ضربة للمسلمين فى فرنسا بدعوتها لحظر المنظمات الإسلامية وغلق المساجد المتشددة وطرد الاجانب الذين يدعون إلى الكراهية – على حد زعمها - وأيضا "المهاجرين غير الشرعيين الذين ليس لديهم ما يفعلونه هنا".
وقالت الزعيمة اليمينية إن "الفرنسيين لم يعودوا فى أمان" وانتقدت الحكومة الاشتراكية معتبرة أنه لابد من التحرك القوى الصارم هو الذى يحمى الفرنسيين ويديم الوحدة،وهذا لم يحدث، وأصبح اتخاذ إجراءات عاجلة أمرا يفرض نفسه".
اليمين الألمانى
وتعد ألمانيا نموذجا على صعود اليمين واستغلاله للظاهرة لمهاجمة الحكومة وتحقيق مكاسب انتخابية، فقد ظهرت حركة باجيدا المناهضة للهجرة وللوجود الاسلامى فى ألمانيا وحزب "البديل من أجل المانيا" اليمينى والمناهض للاتحاد الاوروبى، وتركز "باجيدا" منذ شهور قليلة على معاداة ما تعتبره "أسلمة أوروبا "، حيث تعتبره اعتداء على الهوية الثقافية الاوروبية، وعمدت الحركة إلى حشد وتنظيم التظاهرات التى تحاول الحركة أن تكون كبرى من حيث حجم المشاركة، لتأكيد رفض الرأى العام لوجود الجاليات المسلمة، ونجحت الحركة فى الوصول بأعداد المتظاهرين فى بعض هذه التظاهرات إلى 18 ألف شخص.
واجتاحت موجة من المظاهرات المانيا من التيارات اليمينة المتطرفة والذين كانوا يهتفون لرحيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورفعوا صورا لها مرتدية الحجاب مع عبارات تتهمها بأنها ستدمر ألمانيا بالإسلام.
اليمين فى بولندا
وترافق ذلك مع موقف بولندى بعدم استقبال لاجئين من سوريا بعد تفجيرات باريس، ثم جاء الإعلان عن وجود جواز سفر سورى إلى جانب جثة أحد المهاجمين المفترضين ليفتح باب الجدل واسعا، وهو باب ظل اليمين الأوروبى، وحتى يمين الوسط يستغله، سواء فى شرق أوروبا أو غربها، للحديث عن "وجود إرهابيين بين اللاجئين".
اليمين فى الدنمارك
فيما قال وزير العدل الدنماركى من حكومة اقلية اليمين سورن بيند :"ما حدث فى باريس يثبت للأسف تخوفنا، أننا تركنا سوريا تنتج قوافل اللاجئين إلى أوروبا، ونحن ندافع الآن ثمن سلبيتنا بثمن باهظ جدا"، وأيضا حزب الشعب اليمينى المتطرف فى الدنمارك، حيث عبر عضو البرلمان سورن اسبرسن "لقد أثبتت هجمات باريس الحاجة إلى مزيد من الأمن والشرطة وإقامة نقاط حدود تراقب الداخلين والخارجين وتحقق معهم".
ومن المتوقع أن الأحزاب والقوى اليمينية فى السنوات القادمة سيتزايد شعبيتها بشكل واضح وتحرز مكاسب انتخابية غير مسبوقة من خلال استغلالها لما يحدث فى اوروبا من هجمات ارهابية، وخاصة فى فرنسا التى نجح اليمين الفرنسى بالمركز الثانى فى الانتخابات المحلية التى عقدت فى شهر مارس 2015 حيث حصل على حوالى 25% من الأصوات، وتفجيرات باريس ستتيح لهم التحول للمركز الاول.
تقييد حرية التنقل بين الدول الاوروبية
هجمات باريس ستعزز وجهة نظر بريطانيا والتى يحكمها ديفيد كاميرون اليمينى والتى طالبت كثيرا بتقييد حرية التنقل بين دول أوروبا وخاصة اللاجئين، وهو الأمر الذى أثار خلافات بين لندن والإتحاد الأوروبى، وكل هذه التداعيات ستعزز من رجاحة وجهة النظر اليمينة وبالتالى ترجيح صعود اليمين الذى يكتسب تأييد شعبى من مواقفه تجاه هذه القضايا والاجراءات التى يأخذها الحزب اليمينى بقيادة كاميرون من تشديد قوانين الهجرة بإلزام الوافدين تأمين فرصة عمل خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر من بلوغ أراضى البلاد، مع عدم حصولهم على الامتيازات الاجتماعية التى تقدمها الدولة قبل مرور أربعة سنوات على الإقامة والعمل، واتخذ خطوة إضافية، بعدم استبعاده تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الاستقلال البريطانى، فى مغازلة مباشرة لليمين المتطرفة لتعزيز فرصه فى الانتخابات المقبلة.
وفى بولندا دعا اليمين المتطرف فى إلى المظاهرات فى مسيرة الاستقلال السنوية، والتى نددوا فيها بالاتحاد الاوروبى وبموجات الهجرة، ورددوا هتافات بولندا للبولنديين.
اليمين فى هولندا
وفى هولندا فإن المتطرف اليمينى خيرت فيلدرز المعروف بمعاداته للاسلام بعد تفجيرات باريس صرح بإن "موجة اللاجئين على اوروبا غزو اسلامى"، مضيفا "الشباب الملتحين فى العشرينات من العمر تهتف الله أكبر فى أنحاء اوروبا، وإنه غزو يهدد استقرارنا وأمننا وثقافتنا وهويتنا".
ويأتى تحرك اليمين فى أوروبا فى ظل إدراك من قبل اليساريين لمخططاتهم للصعود الشعبى باستغلال الأحداث وتصعيد نبرة العداء للمسلمين، ومايؤكد ذلك سعى الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند تدعيم صورته وصورة اليسار، وقام باتخاذ اجراءات امنية متشددة ونشر حوالى 10 الاف جندى بمناطق عديدة فى قرنسا عقب الاعتداءات الاخيرة وفى مقدمتها مواقع ودور عبادة يهودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة