أكرم القصاص

يفكرون فى محاربة داعش!

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن لممولى الإرهاب أن يقاوموه؟!
لم تستغرق أمريكا وحلفاؤها عام 2003 ثلاثة أشهر لغزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين، وتفكيك الدولة وتركها نهبا للفوضى. ولم يحتاجوا الكثير من الوقت لتلفيق الأدلة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وإصدار قرارات من مجلس الأمن لتدمير العراق. ولم يحتج حلف الناتو بقيادة أمريكا أكثر من ستة أشهر لتدمير ليبيا وإسقاط القذافى وتحويل ليبيا إلى محطة للتنظيمات الإرهابية وتركها نهبا للفوضى، لكن وللمفارقة فإن أمريكا وأوروبا يشنون هجمات على داعش منذ شهور طويلة، ولا يبدو أن هناك أفقا لهزيمة داعش، التنظيم الذى يزداد قوة واتساعا وتسليحا، ويضرب أوروبا ويهدد أمريكا. وكأن الضربات تزيده قوة، ويجد تمويلا متزايدا، سواء من عائد الآثار المسروقة، والبترول الذى يجد مشترين جاهزين من كل الأطراف التى تموله.

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أعلن خلال اجتماع قمة الدول العشرين فى انطاليا بتركيا أن تمويل داعش يأتى من 40 بلدًا، بما فى ذلك بعض دول مجموعة العشرين.. وكان يوجه حديثه لرؤساء دول تجلس معه على مائدة قمة العشرين.

الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، أشار إلى مؤامرة، وقال أمام البرلمان إنه سيلتقى فى الأيام المقبلة الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين من أجل «توحيد قوانا» وتشكيل «ائتلاف كبير وموحد» ضد داعش. الرئيس الفرنسى تحدث عن تشديد سياسته الأمنية من تكثيف الغارات فى سوريا بدعم من واشنطن وموسكو ومد الطوارئ. وأعلن أولاند أنه سيطلب من مجلس الأمن الدولى الانعقاد لتبنى قرار يؤكد «الإرادة المشتركة لمحاربة الإرهاب، وقال إن اعتداءات باريس تقررت وخطط لها فى سوريا، ودبرت ونظمت فى بلجيكا، ونفذت فى باريس عن طريق شركاء فرنسيين.

أولاند يتحدث عن تنسيق مع روسيا، بينما أوروبا وأمريكا كانوا يعارضون التدخل الروسى ضد داعش. فهل يتم تقارب ما وتنسيق لمواجهة داعش؟. الرئيس الفرنسى يتحدث عن مجلس الأمن وقرارات دولية، وهى مطالب كانت مطروحة من دول مختلفة من بينها مصر، التى حذرت من أن الإرهاب لا يهدد الشرق الأوسط فقط لكنه يهدد العالم.

مفارقة أخرى أن تعلن أمريكا وفرنسا وأوروبا شن حرب على داعش، فما مصير الضربات المستمرة من شهور على داعش؟ ولماذا تبدو الضربات كأنها تبدأ الآن؟ وما مصير الدول التى صنعت داعش ومولته وما تزال تدعمه من أجل أهداف غامضة؟ الرئيس الفرنسى الذى حرك حاملة الطائرات ،وبدأ شن هجمات على داعش، يقول إن «الرئيس السورى بشار الأسد لا يمكن أن يشكل الحل، لكن عدونا فى سوريا هو داعش».

أولاند أعلن عن مشروع قانون سيرفع للبرلمان من أجل «تمديد الطوارئ ثلاثة أشهر، ومراجعة الدستور، والسماح بإسقاط الجنسية عمن يثبت تورطه فى الإرهاب ضد فرنسا للسلطات العامة «بالتحرك ضد الإرهاب الحربى».

تنظيم داعش بدا غير مهتم، وخرج فى فيديو جديد يحذر الدول التى تشارك فى شن ضربات جوية فى سوريا من أنها ستلقى نفس مصير فرنسا، وتوعد بشن هجوم فى واشنطن «إن كنا دكينا فرنسا فى عقر دارها فى باريس، فقسما قسما لندكن أمريكا فى عقرها فى واشنطن».

المعلومات المتاحة حتى الآن أن الإرهابيين بين أصابع أوروبا، ومنفذى هجمات باريس أوروبيون، منهم عبدالحميد أباعود العقل المدبر لهجمات باريس، وهو بلجيكى من أصول مغربية، وعمر إسماعيل فرنسى من مواليد باريس من أصول جزائرية، وسامى عميمور فرنسى من مواليد باريس، وبلال الحدفى بلجيكى، وإبراهيم وصلاح ومحمد عبدالسلام، 3 أشقاء فرنسيين. هناك حديث عن شبكات تم تفكيك بعضها، وكل المشاركين تنقلوا بين دول مختلفة، بما يشير إلى أنهم يمثلون شبكات واسعة تمتد عبر العالم وتجد دعما من أجهزة ودول، وليس فقط مجرد تنظيم إرهابى صغير. وهل يمكن لمن قال عنهم بوتين إنهم يمولون الإرهاب أن ينضموا لمحاربته؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة