من الذى لا يعرف بوند أو العميل 007 أشهر وأقدم عملاء وكالة المخابرات البريطانية، الذى وُلد على يد الكاتب إيان فليمنج عام 1953 ومازال حتى اليوم يبهر العالم جيلا من بعد جيل مهما تغيرت الظروف أو اختلفت اللغات والثقافات والأعمار.
فى قاعة ألبرت هول الملكية بالعاصمة لندن كان الافتتاح الملكى الذى حضره الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون وأخوه الأمير هارى، للفيلم الأحدث والرابع والعشرين فى سلسلة أفلام جيمس بوند والذى يعده الإنجليز جزءا من تراثهم وصناعتهم المختومة بالختم الإنجليزى والتى لم تستطع هوليوود سرقتها منهم.
الطيف أو الشبح هو عنوان الفيلم الأحدث، بطولة بوند والذى حصد فى أول ثلاث أيام لعرضه 73 مليون دولار وما زال على قائمة الأفلام الأعلى فى المشاهدة حاليا، وهو من بطولة دانيال كريج الممثل السابع الذى يتناوب على أداء شخصية بوند التى قدمتها السينما لأول مرة عام 1954، ولعل أشهر من قدمها واستمر فى تمثيلها مدة عشرين عاما كان شون كونورى.
يشارك كريج التمثيل لأول مرة جميلة السينما الإيطالية مونيكا بولوشى وصاحب الأوسكار الممثل كريستوف والز.
ويحكى الفيلم عن رسالة تأتى لبوند تدفعه ليسافر عبر العالم شرقا وغربا ليكتشف جريمة عالمية منظمة تتم عبر ما يمكن أن نطلق عليه مجلس إدارة الجريمة العالمية، وطبعا بوند وحده يستطيع أن يقهر الجميع، وربما لا يهم كثيرا حكاية وتفاصيل الفيلم لأن الجمهور يدفع الملايين لمشاهدة الفيلم رغم معرفته مسبقا أن الحكاية وتفاصيلها تفوق العقل والواقع ولكنهم أبداً لا يُحبطون فى بطلهم، وربما هذا أحد أسباب استمرار نجاح هذه السلسلة، فبوند دائماً ينتصر وهو بذلك يعوض جمهوره عن أى هزيمة على المستوى الشخصى أو العام لدى جمهور السينما، فيسعدهم ويدفعهم لمتابعته عاماً وراء عام، وجيلاً من بعد جيل.
«أفضل أن أقطع شرايين يدى بهذه الكأس على أن أقوم بأداء جيمس بوند ثانية» هذا ما صرح به دانيال كريج آخر نسخ بوند، ورغم ذلك فهذا ليس مؤكدا حتى الآن، ولكن المؤكد أن مخرج العمل سام منديز الذى أخرج آخر أحدث فيلمين فى سلسلة بوند لن يقوم بإخراج عمل ثانٍ بعنوان العميل 007، حيث صرح بأن علاقته ببوند قد انتهت وأنه سيعود للمسرح أو لأفلام سينمائية أخرى.
قد يتعب ممثل من سجنه فى شخصية بوند، وقد يرهق بوند مخرجه، وقد تتبدل نساء بوند وحبيباته من عام لعام، ولكن المؤكد حتى الآن وحسب إيرادات شباك التذاكر فى العالم أن الجمهور على اختلاف زمانه ومكانه ما زال يسعى وراء مغامرات بوند الخيالية وينتظرها ويحبها ويحولها لألعاب إلكترونية ويشارك فى المزادات التى تُقام لبيع سيارات بوند وساعته وملابسه وأسلحته بغض النظر عمن يقوم بأداء دوره أو من يخرج فيلمه أو مَن مِن النساء يحب، فمن الذى لا يحب جيمس بوند قاهر الشر الذى لا يموت ولا ينهزم أبدا؟!