يوسف أيوب

التصويت المصرى لإسرائيل

الإثنين، 02 نوفمبر 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما يقع عليك مسؤولية الاختيار بين خيارين كليهما مر، فأنت فى موقف لا تحسد عليه، هذا بالضبط توصيف لما حدث مع بعثة مصر الدائمة بالأمم المتحدة الخميس الماضى التى وجدت نفسها فى موقف محرج، وهى تعد نفسها للتصويت على الدول المرشحة لعضوية لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى بالجمعية العامة للأمم المتحدة، فمن بين الدول الست المترشحة ثلاث دول عربية هى الإمارات وقطر وسلطنة عمان، وهناك دولتان صديقتان للقاهرة، وهما سريلانكا والسلفادور، بالإضافة إلى الدولة التى تسببت فى إحراج ليس لمصر فقط، وإنما لبقية الدول العربية وهى إسرائيل.

سبب الإحراج أن الدول الست لم يكن هناك من ينافسها، وبالتالى فإنها تبحث عن النصاب القانونى للتصويت، وكان التفكير أن التصويت سيكون لكل دولة على حدة، بحيث تمنح مصر صوتها للدول الخمس وتمنعه عن إسرائيل، لكن المفاجأة أن آلية التصويت كانت صادمة فهو لم يعط الدول المصوتة حرية التمييز بين دعم انضمام بعض الدول والتحفظ على انضمام البعض الآخر، لأن التصويت كان للدول الست مرة واحدة، فنعم تذهب للست دول، ولا تنسحب عليهم أيضاً، وهو ما دفع المصريين بالتشاور مع المجموعة العربية فى الأمم المتحدة إلى البحث عن مخرج من هذا المأزق، فتم الاتفاق على ترك المجال مفتوحاً لكل دولة عربية للتصويت بما تراه مناسباً، ولا يؤثر على الدعم المطلوب للدول العربية المرشحة.

ولم تكتف الدول العربية بذلك، وإنما اتفقت على تقديم شرح لما حدث عقب انتهاء عملية التصويت، توضح فيه دعمها للدول العربية الثلاث المنضمة للجنة والدولتين الآخريين، مع التحفظ على انضمام إسرائيل وانتقاد الأسلوب الذى تم به صياغة مشروع القرار، والذى لم يعط الدول المصوتة حرية التمييز بين دعم انضمام بعض الدول والتحفظ على انضمام البعض الآخر، لكن حدث ما توقعه الوفد المصرى، حينما أعلنت قطر «المرشحة لعضوية اللجنة» فى اللحظات الأخيرة عن فكرة التصويت، وأعلنت امتناعها، فى محاولة منها لإحراج الدول العربية التى أتفقت على موقف واضح فيما يتعلق بآلية التصويت، ولم تكتف قطر بذلك وإنما خرجت لتتباهى بأنها امتنعت عن التصويت حتى لا تمنح صوتها لإسرائيل مثلما فعلت دول أخرى، ومن بينها مصر، رغم علمها بأن مصر لم تفعل ذلك فى السر، وأنها كانت تعلم وقت التصويت أنه تصويت علنى ولن يخفى على أحد، لكن أن يتم استغلال التوافق العربى وطلب الدول الثلاثة المترشحة من مصر، وبقية العرب التصويت حتى تحصل على عضوية المجلس، يتم استغلاله فى الشو الإعلامى فهذا أمر يتنافى مع الأخلاق والأعراف الدبلوماسية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة