لن نتجاوز فى الرد على تطاول قناة الإم بى سى على التليفزيون المصرى والسخرية منه ومن تاريخه وتراثه على مدار أكثر من نصف قرن. ولن تدفعنا حالة الغضب من موقف المحطة السعودية وصاحبها الشيخ وليد الإبراهيم إلى الإساءة للدولة الشقيقة التى تنتمى إليها. فيبدو أن التليفزيون المصرى أصبح بلا أصحاب وقيادات يغلى الدم فى عروقوها غيرة وخوفا على سمعة ماسبيرو محاولات المساس به وبتاريخه العريق، أو لا تعرف فى أى مكان تجلس وعلى مقاعد من القيادات التاريخية للمبنى الذى كان أنشأه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتولاه الراحل الكبير الدكتور عبدالقادر حاتم.
أن يصبح التليفزيون الذى أنشأه عبدالناصر ملطشة وموضع سخرية من محطات جل تألقها وانتشارها فى الفضاء العربى يعتمد على الكوادر المصرية والفنانين والمبدعين المصريين والمواد الفيلمية والتسجيلية المصرية، فهذا لا يمكن السكوت عنه، ورحم الله الزمن الذى كان فيه التليفزيون المصرى هو تليفزيون العرب الذى يستضيف ويأوى كل الفنانين والمثقفين والسياسيين العرب من المحيط إلى الخليج وكان هو «التليفزيون العربى» فى وقت كان من يتطاولون عليه ويسخرون منه الآن يعتبرونه حلما من الخيال ويشبه الهبوط على سطح القمر، فمصر الخمسينيات والستينيات كانت قبلة كل شىء لهم فى التعليم والفن والثقافة وكان رموز الفن والثقافة فى مصر هم قادة التنوير والتثقيف لمن فكر بعد ذلك بسنوات طويلة فى إطلاق تلك القنوات.
التطاول والسخرية من تليفزيون مصر يجب ألا يمر دون اعتذار علنى واضح، فتليفزيون عبدالناصر ليس ملطشة ولن يكون فى يوم من الأيام رغم أوضاعه الحالية، والمصريون بكل فئاتهم سيكون لهم ردا قاسيا على تلك السخرية المقيتة التى سمح بها أصحاب الإم بى سى. ويقينى أن الشعب السعودى وحكامه لن يرضوا عما حدث لأنهم يعرفون قيمة وقدر الإعلام المصرى وفى مقدمته ماسبيرو. والصمت على ما حدث يمكن أن تكون له تداعيات وعواقب صعبة إذا ما انطلقت حملات شعبية تطالب رجال الأعمال وأصحاب الشركات والبنوك المصرية فى قنوات الإم بى سى وفى البرنامج السخيف الذى تجرأ للسخرية من التليفزيون المصرى، بالتوقف عن الإعلان فى القناة وإلغاء كل عقودهم الإعلانية ردا على التجاوز والتطاول فى حق تليفزيون الشعب المصرى. والمطالبة بضرورة دعم ماسبيرو بجزء من هذه الإعلانات.
أما الحكومة وقيادات المبنى العريق فننتظر منهم الرد الساحق على هذه الإساءة على مبنى يمثل إنتاجه وإبداعه جزءا مهما للغاية من تاريخ وتراث مصر وشعبها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة