أكرم القصاص

ثعالب «التوك شو» و«نشالين الأتوبيس»!

الإثنين، 02 نوفمبر 2015 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك ظاهرة يعرفها ركاب أتوبيسات النقل العام، عندما يتعرض راكب للسرقة ويتم استدعاء البوليس ويأتى ليقبض على نشال، ترى عددا من الركاب يشجعون ابتهاجا ويشجعون البوليس وربما يتبادلون صفع النشال ومحاولة الفتك به، بعضهم نشالون يبالغون فى رد الفعل للتأكيد أنهم أبرياء ومتعاطفون مع الضحية. ونفس الأمر عند سقوط «متحرش» ترى أصحاب الأصوات العالية ممن يصرون على المجاملة والضرب معه، مثل هؤلاء نرى أمثالهم فى الإعلام، زملاء ممن احترفوا الإثارة وبرامج الشتائم أو السحر والشعوذة والطائفية والمذهبية، رأيناهم وهم يلعبون دور الثعلب الذى خرج يوما فى ثياب الواعظين «فمشى فى الأرضِ يهذى.. ويسبُّ الماكرينا». لم تكن قصة ريهام وحدها لكنها أسلوب عمل لبرامج وزملاء يمارسون نفس الأفعال وأخطر منها.

رأينا المزيد من «الثعالب» المعروفين فى عالم الإثارة وصنع الخناقات على طريقة أفلام الأكشن. هؤلاء بقدرة قادر تحولوا إلى خبراء فى أخلاقيات الإعلام، ومواثيق الشرف، وانتقاد ما يتعلق بحماية خصوصية الناس وحمايتهم، وبعض هؤلاء استضافوا الفتاة التى تعرضت للتشهير، ودافعوا عنها وعن خصوصيتها. مع أن بعضهم ضالعون وغارقون حتى آذانهم فى الإثارة وبرامج الخناقات وبرامجهم لا تختلف كثيرا عن أفلام المقاولات التى ينتقدونها ويستضيفون من ينتقدها.

والزملاء الثعالب أنفسهم يعرفون أنهم يفعلون نفس الفعل، وأنهم متورطون فى تسليط الناس على بعضهم، وينطبق عليهم قول السيد المسيح «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر» وأيضا قوله «كيف ترى القشة فى عين أخيك ولا ترى الخشبة فى عينك»، فهؤلاء الزملاء يرتكبون نفس الجرائم التى يستنكروها، ويرمون حجارة على غيرهم، ولايرون أى خشب فى أعينهم.

برنامج العفاريت أو انتهاك الخصوصية جزء من ظاهرة واسعة تحتاج التوقف. لأن نفس الخطايا نراها فى برامج «توك شو» تعتدى على الخصوصية وتنشر فضائح، ناهيك عن محترفى الإثارة ممن يسلطون الناس على بعضهم ويثيرون الصراعات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين أو مذهبية بين الشيعة والسنة، ويستعينون بشتامين يمارسون أعلى درجات «قلة الأدب»، وبعضهم تسبب فى حرائق طائفية من قبل، ولم يبد منهم أى ندم، والمفارقة أن بعض محترفى الإثارة سارعوا باتهام» زميلتهم أو زملائهم» بصنع الإثارة، ومازالوا يقدمون برامج مسمومة .. صناع الإثارة يستنكرون الإثارة على طريقة النشال الذى نجا من قبضة البوليس، لكن الرأى العام يعرفهم ويرفضهم، وإذا كانوا نجوا حتى الآن فسيأتى عليهم يوم يقعون ولن يمكنهم لعب دور الثعالب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة