رغم هجومه على الاستعمار الفرنسى فى "المهيمنون".. التونسى هادى قدور يحصل على جائزة "الأكاديمية الفرنسية" منذ أيام.. وروايته الأوفر حظا للحصول على الـ"جونكور" الثلاثاء

الإثنين، 02 نوفمبر 2015 05:28 ص
رغم هجومه على الاستعمار الفرنسى فى "المهيمنون".. التونسى هادى قدور يحصل على جائزة "الأكاديمية الفرنسية" منذ أيام.. وروايته الأوفر حظا للحصول على الـ"جونكور" الثلاثاء غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منحت الأكاديمية الفرنسية، الجائزة الكبرى للرواية للكاتب التونسى هادى قدور، والجزائرى بوعلام صنصال، وهى المرة الثالثة، منذ استحداث الجائزة الكبرى للرواية فى عام 1915، التى تمنح الأكاديمية جائزتها الكبرى للرواية إلى كاتبين معا، كما ذكرت فرانس 24.

وتم اختيار هادى قدور وبوعلام صنصال فى الدورة الرابعة من التصويت بحصول كل واحد منهما على 11 صوتا فى مقابل صوت واحد لأنييس ديزارت التى كانت مرشحة عن كتابها "سو كور شانجان" (هذا القلب المائل).

ويذكر أن هذه هى المرة الثالثة منذ استحداث الجائزة الكبرى للرواية العام 1915 التى تمنح الأكاديمية جائزتها الكبرى للرواية إلى كاتبين معا.

هادى قدور ولد من أب تونسى وأم فرنسية قبل 70 عاما فى العاصمة التونسية وقد فاز عن روايته "لى بريبونديران" (المتفوقون) (غاليمار). وهو لا يزال مرشحا للفوز بجوائز غونكور وفيمينيا وميديسيس. وقد فاز الاثنين بجائزة جان فروستييه.

وكانت ردة فعله أكثر تحفظا من بوعلام صنصال وراح يبحث عن كلمات يعبر فيها عن شعوره ليكتفى بالقول "أنا شخص بطيء ومتعقل". وفى كلمة الشكر التى ألقاها قال قدور "أنا على قناعة أن اللغة الفرنسية بحاجة إلى أعمال تشرفها".

وشدد على أن "ثمة أشياء فى عمق ممارسة لغتنا تنزع إلى التراجع. مهمتنا ككتاب هى العمل على استخدام اللغة المكتوبة بجمالية. نحن نعمل فى الظل ومن وقت إلى آخر تضيء مؤسسة عريقة على عملنا".

ويسرد هادى قدور فى روايته عالما على وشك الانهيار بوتيرة لاهثة راسما صورة قاسية عن مجتمع استعمارى فى عشرينات القرن الماضى فى أفريقيا الشمالية.

وقد اختير هادى قدور بين المرشحين الأربعة فى التصفية النهائية لجائزة غونكور وقد يصبح الكاتب الثالث الذى يجمع بين جائزتى الأكاديمية الفرنسية وغونكور.

الرواية تأتى فى نحو (464 صفحة) تتناول مواضيع مهمة متعددة، بمهارات كتابية وسردية نادرة، وتسلط الضوء بذكاء لافت على مرحلة مفصلية من تاريخنا الحديث لم تنته تداعياتها بعد.

وأحداث الرواية تدور فى مطلع عشرينيات القرن الماضي، فى مدينة مغاربية خيالية تدعى "نحبس"، لن يلبث أن ينقلب نظام الحياة فيها مع وصول فريق سينمائى من هوليوود لتصوير فيلم فيها يؤدى بطولته ممثل يدعى فرانسيس كافارو، وهو عبارة عن زير نساء، إلى جانب زوجة المخرج الشابة الجميلة كاترين بيشوب.

ومنذ البداية، تبدو "نحبس" مقسومة؛ فمن جهة لدينا السكان المحليون وفى مقدّمتهم قائد المدينة (سى أحمد) وابنه الشاب رؤوف الذى حصد المرتبة الأولى فى امتحانات البكالوريا الفرنسية ويناضل من أجل إنهاء الاستعمار فى بلده، وابنة عمه الشابة الأرملة والمثقفة رانيا.

"المهيمنون"، أى المستعمرون الفرنسيون الذين يتحكّمون فى مفاصل المدينة، ويحددون قواعد العيش فيها، ويحتقرون سكانها الأصليين، علماً بأن بعضهم ينماز قليلاً عن هذه الصورة، مثل غانتيى.

بعد أن كان ضابطا فى الجيش الفرنسى، استقر غانتيى فى "نحبس"، وأصبح بسرعة أكبر مالك فيها. نراه فى الجزء الأول من الرواية يفاوض الشابة رانيا على قطعة أرض تملكها من أجل زيادة أملاكه.
تصوير الفيلم سيجذب فضوليين كثيرين من الطرفين، ومن بينهم الصحافية الفرنسية غابرييل، صديقة رانيا، التى تنتقد بشكل ثابت سياسات بلدها ويقع غانتيى فى غرامها.

"المهيمنون" لا يفكّرون إلا فى المحافظة على امتيازاتهم، ولذلك سيرون بسرعة فى الفريق السينمائى الأميركي، الذى يملك إمكانيات مالية كبيرة، ويتميّز بسلوك ماجن، ويختلط بالسكان المحليين، خطراً يهدد الحياة "الهانئة" فى المدينة، خاصة أنهم على علم بأن بعض أبنائها تحضّرون للثورة عليهم.

لكن السكان المحليين مقسّمون بين قوميين وشيوعيين واشتراكيين وتقليديين، من دون أن ننسى أولئك الذين يعملون فى السرّ مع المستعمِر، مثل التاجر الثرى بلخوجة الذى يشكّل دوره وحده قصة مثيرة ضمن الحبكة العامة للرواية.


موضوعات متعلقة..


"الهوية العربية فى ظل العولمة" كتاب جديد للمهدى عثمان








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة