قراءة فى شعارات معرض القاهرة للكتاب.. بداية من " عام على ثورة يناير" إلى "الثقافة فى المواجهة".. شعارات تتحدى الرجعية وتقاوم التطرف.. والمعرض فى دورته الـ"47" يحمل معانى 5 سنين ثورة

الإثنين، 02 نوفمبر 2015 02:22 ص
قراءة فى شعارات معرض القاهرة للكتاب.. بداية من " عام على ثورة يناير" إلى "الثقافة فى المواجهة".. شعارات تتحدى الرجعية وتقاوم التطرف.. والمعرض فى دورته الـ"47" يحمل معانى 5 سنين ثورة معرض القاهرة للكتاب
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثقافة الحقيقية انعكاس للمجمتع، تعبر عن انفعالاته، وآماله، ومآسيه أيضًا، وفى ذات الوقت فهى تمثل حائط صد لكل ما يواجهه من تحديات، وأفكار متطرفة تهدف لتفتيت المجتمع، ويتجلى هذا فى شعارات معرض القاهرة الدولى للكتاب، خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011م، وهى الشعارات التى انحازات لنبض الشارع، وقضايا المجتمع، والمشاكل التى تواجهها مصر، فى محاولة للتصدى لها، ووضع حلول لها بثقافة القوة الناعمة.

ففى الدورة السادسة والأربعين لمعرض القاهرة للكتاب، العام الماضى، حملت شعار "الثقافة والتجديد"، وهو شعار مناسب لتلك المرحلة التى شهدت فيها مصر سيطرة قوى دينية رجعية، يبدو أنها لم تدرك الفرق بين الواقع وبشئون الحياة اليوم، عن ثلاثة قرون ماضية، فجاء الشعار تصديًا لهذه التوجهات المتطرفة، وشهد المعرض عدد من الكتب التى تنفد أفكار "بن تيمية" والمنتمين إلى آراءه الفقهية، وتنقدها كمحاولات لتوضيح حقيقتها مقارنة بالإسلام وآراءه الفقهية الصحيحة.

وفى الدورة الخامسة والأربعين لعام 2014، جاء شعار المعرض "الثقافة والهوية" كإنعكاس لما تعيشه مصر من تمزيق، وتفتيت، ومحاولة لتشويه هويتها من قبل جماعات فكرية متطرفة، غير قادرة على فهم طبيعة موقع مصر الجغرافى، ومكانتها فى التاريخ، وكذلك طبيعة شعبها الذى ينتمى بالفطرة إلى حضارته الفرعونية العريقة، قبل أن ينتمى ويعتز بحضارته القبطية والعربية الإسلامية، كما تسعى لترسيخ أفكار لا علاقة لها بالإسلام منها أن الدولة المدنية هى دولة كافرة.

أما فى عام 2013م، وهو العام الذى شهد العديد من الصراعات فى مصر، جاء شعار المعرض "حوار لا صدام"، كتوجيه ألا يتحول الحوار الوطنى المصرى إلى صدام، لكن الشعار لم يحقق نتيجة فعلية على أرض الواقع، وظل مجرد تمنى، إذ بقت المشاحنات، والصراعات السياسية مستمرة كما هى، ولم يسمع أحد من الأطراف السياسية إلا صوته.

وفى عام 2012م، دورة المعرض الثالثة والأربعون، كان شعارها "عام على ثورة يناير"، تأريخًا لثورة شعبية عظيمة استطاعت بشعبها أن تسقط نظامًا بقى جاثمًا على صدره ثلاثة عقود، وجاء أغلبية الإصدارات فى تلك الدورة موثقة لأحداث الثورة، أو شاهدة عليها، أو تجارب حية منها، وشهدت الكتب السياسية حالة من الانتعاش، واحتلت قوائم الكتب الأكثر مبيعًا، تعبيرًا عن الحالة التى كان يعيشها المواطن المصرى آنذاك.
أما هذا العام اختارت اللجنة العليا لإدارة معرض القاهرة للكتاب فى دورته السابعة والأربعين، المقرر اقامته فى يناير 2016، شعار "الثقافة فى المواجهة"، وهو شعار جامع لكل الشعارات السابقة، فهو يحمل فى مضمونه التصدى لقوى الفكر الرجعية، التى تقف حائلاً أمام التجديد وتسعى لجر مصر إلى الوراء فى حين تحاول السعى إلى المقدمة، كذلك مواجهًا لآراء تكفر بمدنية الدولة، وتحارب حضارة مصر الفرعونية، وتفصلها عن هويتها.

و"الثقافة فى المواجهة"، شعار يحمل على عاتقه مسئولية المواجهة، والتصدى لما تعانيه المنطقة العربية كافة لأشكال التطرف المختلفة، وتفعيل دور المؤسسات التعليمية فى التأكيد على الهوية المصرية الثقافية، ومواجهة لأصحاب الأفق الضيق الذين يقفون بالمرصاد لحرية الإبداع والفن، ومواجهة محاولات تهميش دور الأزهر والكنيسة فى تجديد الخطاب الدينى، وتهميش دور المثقفين فى تجديد الخطاب الثقافى.
ولأنه بمثابة شعار شامل كل شئ، يجب أن يفعل أيضًا بطريقة واقعية، وألا يقتصر على كونه مجرد شعار فقط.


موضوعات متعلقة..


رئيس اتحاد كُتاب مصر:نتضامن مع أحمد ناجى ضد إحالته للمحاكمة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة