لماذا لا يتفق العالم قيادات وشعوباً على توحيد جهود التصدى للإرهاب؟
هناك تسجيل لصحفى ألمانى رافق «داعش» فى سوريا والعراق وتحدث حصريا لشبكة الـ«سى إن إن» العربية واصفاً ما يحدث من داعش بأنه أخطر بكثير مما يتصور البعض وأن الأسوأ قادم وذلك فى ديسمبر العام الماضى، بمعنى أنه مر عام كامل على هذا التسجيل.
وأعتقد أن هذا ليس هو التسجيل الوحيد ولكنه يحتوى على خطة داعش فى السيطرة على المدن فى العراق وكيفية تصديهم لقوات الأمن العراقية التى تحمى المنطقة وانضمام الأطفال والجنسيات الأجنبية إلى التنظيم ومنهم «المقاتل الألمانى» الألمانى وليس العربى الذى توعد أوروبا والولايات المتحدة بالغزو يوما ما ويقول التسجيل «مهما كان عدد الشيعة فى العالم فسيتم قتلهم جميعا عن بكرة أبيهم».
ويشتمل على جملة خطيرة من أحد المحللين الذى يقول أن تنظيم داعش يمثل %1 من العالم الإسلامى ولكنه يملك قوة تدميرية مماثلة لقوة تسومانى نووى. ويتحدثون عن الاسترقاق والعبودية ووجوده فى كل الأديان وأنهم مستمرون فى سبى النساء والفتيات.
ويستمرون فى قول إن جيوش العراق وسوريا يقاتلون من أجل المال وجنود داعش يقاتلون من أجل الله. ويختتم التسجيل بأن التنظيم يستعد لتنفيذ أكبر حملة تطهير دينى يشاهده العالم فى تاريخه.
ماذا فعل العالم تجاه هذا الكلام وهذا التسجيل الذى مر عليه عام؟ ما رسالة العالم للشباب الذى ينضم لهذا التنظيم تاركا مستقبله العملى ظنا منه أنه ينصر دينه؟ واضح أن الجنسيات ليست عربية فقط ولكن هناك جنسيات أجنبية قيادات فى هذا التنظيم!! ما هى رسالتهم للأطفال حاملى السلاح!! واضح أنهم يستهدفون العالم أجمع مشرقه ومغربه، إذن فالخطر واحد لا يفرق بين جنسية أو ديانة.
لماذا تكون الجهود فردية عند وقوع الخطر فى بلد ما؟ وردود أفعال مختلفة رغم أن كله إرهاب؟ فردود فعل العالم شعوبا وقيادة عن الإرهاب فى مصر مختلف عن الإرهاب فى لبنان مختلف عن الإرهاب فى فرنسا. رغم أن الإرهاب واحد والإنسان واحد.
فلماذا لا يتفق العالم قيادة وشعبا على توحيد جهود التصدى للإرهاب والاعتراف بأن الإنسان واحد فى كل مكان وزمان. بدلا من صورة بروفايل لعلم بلد بعد وقوع إرهاب ثم تغير صورة العلم لعلم آخر. فهذا تضامنا فرديا لن يوصل الرسالة ولن يتصدى لأكبر خطر يشهده العالم وتشهده الإنسانية.
ومن جهة آخرى هناك والعياذ بالله ردود أفعال شامتة فى إرهاب يقع فى دول أخرى لخلاف سياسى أو ما إلى ذلك.
والجهود لابد ألا تقتصر على التصدى للإرهاب بعد حدوثه، ولكن التصدى لابد أن يكون بتحليل أسباب هذا الإرهاب والوقوف الحقيقى عند الدواعى والمسببات التى أدت لانتشار الإرهاب بهذا الشكل. وانخراط شباب فى عمر الزهور فى هذا التنظيم وتفضيلهم عضوية هذا التنظيم عن ممارسة العمل المهنى المفترض بعد انتهائهم من دراستهم، وهو أمر فى منتهى الأهمية والخطورة، وإذا لم نتوقف عند هذه الأسباب ونوجد حلولا مناسبة لها وخطابا مناسبا عاقلا يتم توجيهه لهؤلاء الشباب فلن نستطيع القضاء على هذا الإرهاب من جذوره، وأى حلول للتصدى الأمنى فستكون مسكنات وحلولا مؤقتة لهذا الإرهاب. التربية والتعليم فى الأنظمة العربية خاصة من أهم مسببات انخراط الشباب فى مثل تلك الأنظمة الفاشية، فكيف سيتكاتف العالم لإصلاح تعليمه ورفع وعى المجتمع بضرورة التربية والتعليم، وأنهم لا غنى لهم لمجتمع صحى واعٍ سلمى. ومن جهة أخرى إرساء العدل والمساواة فى المجتمع. المجتمع المدنى ودوره فى إرساء روح التطوع والعمل الجمعى بشأنه أن يتصدى وبقوة لهذا الخطر، إذا كان قادرا على احتضان حماس الشباب، وطاقتهم الجارفة الكامنة بداخلهم لتحقيق ذاتهم، كل ذلك لابد أن يتم العمل فيه بتوازٍ، وبجهود جماعية دولية.
الرد الأمنى الموحد مهم جدا ولا غنى عنه ولكنه وحده لا يكفى متى يجتمع كل رؤساء وقيادات العالم، وكل علماء العالم، وكل أدباء العالم، وكل فنانى العالم، وكل جيوش العالم، وكل حكومات العالم ليوحدوا جهودهم ورسالتهم وشعارهم ورايتهم ولونهم، وليكن شعار السلام ورسالة الإنسانية ولون علم أبيض على سبيل المثال وذلك للتصدى لأكبر خطر يهدد الإنسانية على كل شبر فى أنحاء العالم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة