الحقيقة دائما تؤلم من تعود على الأوهام، ومازال عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، يعيش عالما من الأوهام، ويتخيل أن الفوضى قادمة من جديد، وأدلى بتصريحات لـ" BBC" قال فيها: "إن البلد لا يتحمل الفوضى والمظاهرات، لذا يجب أن يتم انتقال السلطة سلميا عن طريق الإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة"، وفى نفس اللحظة كان رئيس الجمهورية يشهد توقيع إنشاء المحطة النووية، وتحقيق حلم عزيز للمصريين، لم ينجح فى تحقيقه كل رؤساء مصر السابقين، يعنى: يد تبنى للمستقبل وآياد تحفر القبور.
إنه مازال يعيش فى أوهام الفوضى والمظاهرات، غير مدرك أن الناس زهقوا منهم ومن الخراب الذى جاء بمقدمهم، وتنفسوا الصعداء بعودة الهدوء والاستقرار، وكرهوا دولتهم التى قامت على إشعال الحرائق وفوق جثث الضحايا، واستردوا وطنهم من براثن الشيطان، وافاقوا من مورفين طائر نهضة المعزول، وإنهار عسل العريان وميليشيات الشاطر، وإن الفوضى والمظاهرات خيانة للوطن وتقع تحت طائلة القانون .
لماذا تخرج المظاهرات؟ لعودة المعزول المتهم بالتجسس والخيانة والتفريط فى تراب الوطن؟ أم لإعادة اختزال مصر فى مكتب إرشاد المقطم والمرشد الذى يحكم البلاد من وراء الستار؟ أم لاستكمال مؤامرة جلب شتات الإرهابيين إلى سيناء؟ أم لحرق المجمع العلمى وتعذيب السلميين على بوابات الاتحادية؟ أم لاحتلال التحرير ورابعة والنهضة وبث الفوضى مباشرة على قناة الجزيرة العميلة؟
هل يحلم أبو الفتوح بإسقاط الدولة، والتلويح للغرب بالتدخل السافر فى شئون مصر، فى هذا الوقت العصيب الذى أعقب سقوط الطائرة الروسية وأحداث باريس الدامية؟.. المفترض أن تكون رسالة كل مصرى، تجرى فى عروقه قطرة دماء وطنية، هى اللحمة والاصطفاف والوقوف خلف الدولة، وليس التبشير بالفوضى والمظاهرات، وإذا لم يكن فى وسع أبو الفتوح أن يفعل ذلك بقلبه، فعليه أن يصون لسانه وهو أضعف الإيمان .