سليمان شفيق

كل سنة وأنت طيب.. عبدالفتاح الإنسان الطيب

السبت، 21 نوفمبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل هذا الأسبوع عبدالفتاح السيسى الإنسان بعيد ميلاده الواحد والستين، لا أحب مثل هذه المناسبات، كما أننى لا أحب ما يسمى «التطبيل»، أو التقرب من السلطات السياسية أو الدينية أو المالية، ولكن هذا الرجل له معنى خاصا فى حياتى، وللحب قصة غريبة، وللاحترام قصة أغرب، منذ اليوم الأول لرؤيتى هذا الشخص شعرت نحوه بمشاعر دفينة، كنت أظن أنها لن تعاودنى، شعور كنت أشمه من بين السطور وأنا أقرأ عن أحمد عرابى: «كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»، تجاه جمال عبدالناصر: «ارفع رأسك يا أخى»، كنت أرى ما بداخله دون أن يتكلم، منذ أن اختير وزير للدفاع فى عصر الإخوان، وأنا متأكد أنه ليس منهم، وحينما جلس متأملا وحيدا فى زحام خطاب محمد مرسى الأخير، تأكدت أنه سيفعلها، شعرت بفخر وعزة فى مظاهرات 30 يونيو، و3يوليو، أدركت أن عبدالفتاح السيسى وضع الوطن فى أولوية حياته، وحينما ناداه الجميع بأن يترشح للرئاسة قلت: «مستعد للتظاهر من أجل أن يترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة ولكنى لن أصوت له»!!
اقتربت أكثر من الصورة فأدركت جوهر الأصل، قلت فى برنامج تليفزيونى: «أتمنى لهذا الرجل حياة سعيدة وسط عائلته وأولاده»، وكنت أخشى عليه من شعبه.. شعبنا!!
هذا الشعب العظيم الذى ناء بكاهل عبدالناصر ما حملوه به.. وتظاهروا ضده بعد محاكمات الطيران 1968، وفى يناير 1977 تظاهر بقسوة ضد بطل الحرب والسلام، وفى يناير 2011 أسقط بقسوة مبارك بعد أن بكاه مرتين، الأولى بعد أن نجا من محاولة الاغتيال فى أديس أبابا 1995، والثانية أثناء مرضه بألمانيا، غريبة أن يخشى أحد على بطل من شعبه، ربما أكثر من أربعين عاما فى العمل السياسى جعلتنى أرى الأمور بعيون خبرة السنين، ولكن الرجل انصاع لشعبه وترشح، احترمته، وكنت متأكدا أنه لا يريدها، ولكنه قرر أن يضحى بنفسه من أجل وطنه، وتذكرت قول السيد المسيح: «لا يوجد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه فى سبيل أحبائه»، قررت أن أنضم إلى حملته الانتخابية، ولكنى فوجئت بأغلبية من «الانتهازيين» والباحثين عن فرصة يتقدمون الحملة، ابتعدت وانضويت فى حملة الصديق والرفيق حمدين صباحى، كنت أدرك أن حمدين لن يفوز، حتى إن أحد أصدقائى من الأجهزة السيادية سألنى عن عدم وجودى فى حملة السيسى، أجبت: «حافظت على نفسى وعلى الرجل وعلى حمدين»، وتمر الشهور، ويمضى الرجل فى إنجازاته الخارجية والداخلية، ويحبه فقراء شعبه ولا يخذلوه، ويفتقد الرجل حزبا يجمعه بمحبيه، ويمضى على درب الآلام يدير أزماته لا يعاونه سوى دعاء محبيه وسندة القوات المسلحة، ويتصارع أهل البيزنس مع ورثة لجنة السياسات المماليك المباركية على الاستيلاء على السلطتين التنفيذية والتشريعية وتحويله إلى «موظف رئاسى عندهم»، أموال ضخمة تتدفق، بورصة الانتخابات تفوق فى استثماراتها بورصة الأوراق المالية، وتسقط الطائرة ويبدأ هؤلاء فى الاستعداد للانقضاض، وأتذكر ناصر56، وأعرف أن الله والشعب لن يتخلوا عن بطلهم، وأدرك أن كل المليارات التى يدفعونها من أجل «حفنة نواب» سوف ترتد عليهم، وأن من اشترى بالمال يباع أيضا بالمال.

الفارس عبدالفتاح السيسى، حفيد عرابى وابن ناصر وسليل الجيش الوطنى الذى أسس الوطن وحماه ودفع من دماء أبنائه على مر العصور ما يكفى لإغراق أعداء الوطن، كل عام وأنت بخير، ودعائى لك بالصحة والعافية وكفاك الله شر من يتملقوك، وأردد كما كنت أردد لك دائما: «حمى الله عبدالفتاح السيسى من شر متملقيه، أما أعداؤه فهو كفيل بهم».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة