تبدأ اليوم المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، والتى تمثل الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق التى اتفق عليها الشعب بعد 30 يونيو..
وبنظرة موضوعية لانتخابات المرحلة الأولى نجد أنها أحيطت بعدة سمات سلبية، أهمها العزوف الشديد عن المشاركة، بما لا يتناسب مع الزخم الجماهيرى الشديد خلال وضع خارطة الطريق، وهو ما قد يشير إلى نتيجة واحدة تتعلق بعدم الرضا عن نتائج الاستحقاقين السابقين، الخاصين بالدستور وانتخاب رئيس الجمهورية، وسمة أخرى أحاطت بالانتخابات، وهو افتقارها إلى وجهات النظر المعارضة لأداء الحكومة والنظام، واقتصرت المنافسة فيها على المؤيدين للنظام والحكومة والسياسات القائمة، وتحولت المنافسة والخلاف فى الرأى إلى سباق لإرضاء النظام من خلال البرامج الانتخابية التى بدت كـأنها بيانات تأييد للنظام!
ربما يرى البعض أن الأمر وليد الصدفة، إلا أن هناك مخاوف من أن بعض المواقف التى تتعلق بعقبات تم وضعها أمام بعض المرشحين بفعل العادة القديمة، أو امتداد للآليات السابقة قد تكسر نظرية الصدفة، والتى من أبرزها ما حدث مع قائمة «صحوة مصر» خلال التقدم بأوراق مرشحيها فى المرحلة الاولى، والتى انتهت بانسحاب القائمة التى تتميز بمسحة معارضة رغم انتمائها إلى دائرة تأييد نظام 30 يونيو.
وفى فترة الدعاية للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التى تبدأ اليوم، ظهر فى المشهد صراع يبدو فى مظهرة الخارجى كأنه تنافس انتخابى، إلا أنه فى جوهره تنافس بين المؤيدين على إبراز مدى تأييدهم، وأقصد الصرع الوهمى بين قائمة «فى حب مصر» بقيادة اللواء سامح سيف اليزل، والتى استحوذت على معظم مقاعد البرلمان فى المرحلة الأولى، وقائمة «التحالف الجمهورى للعدالة الاجتماعية» بقيادة المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، والفريق حسام خيرالله، وكيل جهاز المخابرات العامة، المرشح الرئاسى الأسبق، وهى القائمة التى يبدو أنه تم الدفع بها بهذا التشكيل لتلافى الانتقادات التى تم توجيهها لانتخابات المرحلة الأولى بهذا الصدد.
إلا أن الصراع بين القائمتين المتنافستين على تأييد النظام أتى بمرود سلبى لدى الناخبين، وهو ما ينذر بتأكيد حالة العزوف التى بدأها جمهور الناخبين فى المرحلة الأولى.
من المؤكد أن بقاء المشهد التنافسى فى إطار الجبهة الواحدة إنما يشير إلى خطورة على مسيرة الديمقراطية التى تسلتزم بالضرورة وجود معارضة فعالة فى المشهد، تخلق حالة من التفاعل الإيجابى، وتضمن تقدمًا ونهضة قائمة على التعددية البناءة.
ورغم أن المؤشرات الأولية لتصويت الخارج فى المرحلة الثانية جاءت أمس فى يومها الأول لتحمل تزايدًا نسبيًا فى عدد المشاركين على المرحلة الأولى، فإن هذا فى ذاته لا يحمل مؤشرات قوية لما سوف سيحدث فى انتخابات الداخل التى بدأت اليوم، ورغم ذلك مازالت المخاوف من تزايد الأصوات الباطلة فى صناديق الخارج، وهو ما جعل السفير حمدى لوزا، نائب وزير الخارجية، يعرب عن أمله أمس فى أن تقل نسبة الأصوات الباطلة التى وصلت إلى 1800 صوت فى المرحلة الأولى. كما أن الخلاف بين جبهتى «التحالف الجمهورى» و«فى حب مصر» رغم أنه جاء من جانبين يحملان موقفًا سياسيًا واحدًا، فإن حجم الاتهامات التى تبادلها الطرفان وخطورتها قد تؤثر بالسلب على عدد المشاركين فى التصويت.
محمد منير يكتب: المؤيدون ضد المؤيدين فى انتخابات البرلمان.. خطورة الاتهامات بين جبهتى «التحالف الجمهورى» و«فى حب مصر» قد تؤدى إلى العزوف عن المشاركة فى الانتخابات
الأحد، 22 نوفمبر 2015 03:10 م
تهانى الجبالى وسامح سيف اليزل
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة