كمال حبيب

إرهاب يتحدى.. وعالم مرتبك.. وسياسات غامضة

الإثنين، 23 نوفمبر 2015 10:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يكون لتنظيم إرهابى ملاذ آمن فتلك كارثة تهدد العالم وأمن الإنسان المعاصر، لم يعر أوباما تلك المسألة اهتماما حين نظر إلى تواجد التنظيمات السلفية الجهادية فى سوريا باعتبارها لا تهدد أمن أمريكا وقال عن تلك التنظيمات وقياداتها، إنهم لاعبو إسكواش صغار، بينما كانت تقديرات الخبراء والعارفين بحقائق الأمور أنهم، أى هؤلاء الذين تركت لهم سوريا، لكى يرتعوا فيها لا رقيب ولا حسيب وربما بدعم من بعض القوى الإقليمية – القاعدة ولكنهم يأخذون منشطات.

مثلت سوريا والأزمة الناشبة فى الجغرافيا السياسية لها فرصة لا تعوض للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الذى استولى على مناطق جغرافية أكبر من مساحات دول وأصبح يبسط سلطانه على مواطنين يبلغون الملايين، وأسقط ذلك التنظيم الحدود الجغرافية بين سوريا والعراق وتمدد ليتحول من تنظيم دولة العراق إلى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وتحدى ذلك التنظيم العالم وأعلن الخلافة من مدينة الموصل بعد سقوطها فى قبضته، وصعد الخليفة أبوبكر البغدادى ليعلن نفسه خليفة من هناك.
بعدها بايع التنظيم تنظيم أنصار بيت المقدس فى مصر وبايعته بوكو حرام فى غرب أفريقيا وطرح التنظيم نفسه باعتباره العلامة التجارية الجديدة والوكيل الحصرى الجديد للجهاديين والباحثين عن عودة الخلافة، ومن هنا كان جذب الشباب المسلم من أوروبا وكانت البلاد الواضحة التى تجذب هؤلاء الشباب فرنسا وبريطانيا وبلجيكا ومناطق القوقاز التى تقع ضمن روسيا الاتحادية، ولا تخلو دولة أوروبية من أنصار للتنظيم، وقدر مراقبون أن الشباب الغربى الذى سافر للتنظيم قد يبلغ ثلاثة آلاف قبل إعلان الخلافة، ولكن بعد إعلانها فإنهم قد يبلغون أكثر من عشرة آلاف، كما زاد عدد المنضمين للتنظيم من ثلاثين ألفا إلى ما لا يقل عن خمسين ألفا، بالإضافة إلى بناء داعش لولايات فى كل العالم تقريبا حتى بلغت ما يقارب الخمس وعشرين ولاية تابعة للتنظيم.

نحن أمام خطر داهم لتنظيم يتمدد ويريد البقاء، ومن الواضح أن إمكانيات التنظيم اللوجستية بما فى ذلك قدرته على نقل التعليمات والتواصل الشبكى بين أنصاره والحصول على معلومات واختراق البنى الحساسة للمؤسسات فى دول عديدة، لا نستثنى من ذلك تجنيده لذوى رتب فى مناطق حساسة، تمكنه من توظيف وبناء ثغرات أمنية لتحقيق أهدافه.

المسؤول عن تنامى التنظيم وقوته هو السياسة الأمريكية والسياسات الأوروبية الضعيفة وغير الموحدة تجاه التنظيم، هنا عجز الساسة وعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة فى وقتها الصحيح هو ما منح التنظيم بناء قدرته وشبكاته ونظام اتصالاته وحين تحرك العالم كنا أمام تحالف دولى هش لم يجد نفعا مع تنظيم ماكر يتبنى تكتيكات الحروب غير التقليدية.

كانت عملية الطائرة المصرية أولا، ثم عملية برج البراجنة فى لبنان ثانيا، ثم عملية باريس التى عبرت عن قدرات عالية لتنظيم يتحرك أعضاؤه من العراق وسوريا إلى بلجيكا عبر تركيا ومن بلجيكا إلى فرنسا حيث توجد شبكات مخفية جرى بناؤها من أعضاء فى التنظيم سافروا إلى مقره فى الشرق الأوسط وتعلموا على فنون التلاعب بأنظمة العالم ودوله للإشارة إلى عجزها وضعفها، ومن هنا كانت عمليات باريس التهديد الإرهابى الأكبر لها من حيث عدد القتلى والجرحى والأهداف التى تم التنسيق لها على التوازى، وفى نفس اللحظة. بيد أن تنافس تلك التنظيمات على إثبات الوجود جعلنا لا نلبث إلا قليلا ونفاجأ بعملية فى فندق راديسون فى مالى ويعلن تنظيم «المرابطون» متحالفا مع القاعدة فى المغرب القيام بها، أى تلك التنظيمات الإرهابية فى تنافسها هى وبال على العالم وعلى الإنسان والحضارة، ولم تشأ بوكو حرام ألا يكون لها بصمة فى سياق ذلك الوسم الإرهابى على جبين الحضارة العالمية فقامت أربع نسوة بعملية فى شمال الكاميرون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة