إيمان أبو اليزيد مندور تكتب: هجرة أون لاين

الإثنين، 23 نوفمبر 2015 08:00 ص
إيمان أبو اليزيد مندور تكتب: هجرة أون لاين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت قد قررت عدم التحدث فى السياسة أو التعليق على أى من الأحداث الجارية بل حتى عدم متابعة الأخبار نهائيًا (طبعا سلسة القرارات هذه جاءت بعد طوفان الأحداث المتشابكة التى حدثت فى السنوات القليلة الماضية).

تشابك الأحداث وضبابية الرؤية الحقيقية للموقف وتبادل الأخطاء والاتهامات بين جميع الأطراف وظهور أنواع متشددة من التعصبات والانتماءات كان لابد لهم أن يمنعونى من استكمال المتابعة لهذه المهزلة، ولكن تدور الأيام وتتوالى الأحداث وتكون نفس الأسباب التى أخرجتنى من المشهد هى نفس أسباب عودتى إليه.

وجدت أن المهزلة التى كنت قد منعت نفسى من متابعتها قد مات بسببها المئات وتدهورت بسببها الأحوال الاقتصادية لدولة بأكملها وتفككت الروابط الاجتماعية وظهرت أخلاقيات جديدة سيئة للغاية لا ندرى إن كانت موجودة مسبقًا وساعدت فى ظهورها الأحداث الأخيرة أم أنها وليدة الفساد الذى انكشف الغطاء عنه فجأة فأفسد كل ما حوله، هذا بالإضافة إلى التوقف النهائى لعملية التقدم والتطور لمواكبة الانفتاح العلمى والتكنولوجى الهائل حيث تحولنا إلى دولة كل اهتماماتها محاولة سد العجز الذى يسببه الفساد .

عندما وجدت كل هذه الأسباب ما كان لى أن أعود إلى عزلتى وأكتفى بالصمت والحزن على ما يحدث، ما استطعت أن أفى بالوعد الذى قد قطعته على نفسى بعدم العودة لهذا المجال مرة أخرى .

ولكن للأسف لما عدت ما وجدت أحدًا هنالك... الشباب ممن هم فى مثل سنى والذين كانت تقول لى معلمتى دومًا: (أنتم فى سنكم هذا تستطيعون أن تهدموا الكون وتبنوه) ما وجدتهم، وجدتهم هنالك فى ذلك العالم الافتراضى يريدون أن يحلوا هذه المهزلة ويقضون على هذا الوضع الفاسد .

أى فساد سينتهى فى هذا العالم الافتراضى؟!! وإن لم ينزل الشباب إلى أرض الواقع بالعمل والجد والاجتهاد فمن سيغير الواقع؟!.
وجدت نفسى فى منتصف الطريق لا أستطيع أن أعود إلى صمتى مرة أخرى وفى نفس الوقت لا أجد من يعيننى على تغيير الواقع... مأساة بكل المقاييس .

فى البداية خفت من السير فى الطريق وحدى، ولكن شجعتنى نفسى قائلة: من كان الحق معه، والخير والإصلاح قصده، وغايته ما أتعبه الكفاح. أنا الآن هنا فى بداية الطريق أحتاج إلى من يعيننى على السير ويرشدنى إلى الحق إذا أخطأت، لذا من أراد أن يلحق بى فليهجر موقعه وحساباته على الشبكة العنكبوتية وليساعدنى على أرض الواقع .

العالم الافتراضى ربما يساعدنا فى تحقيق غايتنا ولكنه أبدًا لن يكون أداة التحضر والنمو ما لم ينزل بأفكاره إلى أرض الواقع .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة