سعيد الشحات

السادات وطلاب «الجماعة» - 2

الإثنين، 23 نوفمبر 2015 07:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبوطالب لـ«أبوالفتوح»: «إزاى تسيبوا الشيوعيين»

يصمم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح على نفى العلاقة بين الحركة الإسلامية فى الجامعات المصرية والرئيس الراحل أنور السادات فى سبعينيات القرن الماضى، ويحشد الأمثلة فى مذكراته «شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر - 1970 - 1984» لتثبيت وجهة نظره، وأعيد قراءة ما كتبه فى هذه المذكرات حول هذه القضية فى ضوء الاتهام الذى وجهه الإعلامى والكاتب إبراهيم عيسى إلى «السادات»، بأنه يتحمل المسؤولية عن انتشار الإرهاب فى الوطن العربى والعالم كله، منذ أن أطلق خيوط جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية فى السبعينيات، وأثار ذلك غضب البعض من «عيسى»، والمعروف أن «أبوالفتوح كان من مؤسسى الجماعة الإسلامية بالجامعة، قبل أن ينتقل إلى صفوف جماعة الإخوان ويصبح من نجومها حتى استقالته منها عام 2012 بسبب ترشحه للرئاسة.

من الوقائع التى يرويها «أبوالفتوح»، أن مظاهرة طلابية قامت فى جامعة القاهرة، أثناء رئاسته لاتحاد طلاب الجامعة، وفى نفس توقيت هذه المظاهرة، قام الطلاب الشيوعيون بمظاهرة أخرى، مما أغضب الدكتور صوفى أبوطالب، رئيس الجامعة، الذى سأل أبوالفتوح وكان معه محمد عبداللطيف، نائب رئيس اتحاد كلية الطب بالجامعة: «إزاى تسيبوا الشيوعيين يقوموا بمظاهرة؟»، فرد أبوالفتوح: «هم أحرار فى ذلك»، فرد «أبوطالب»: «إزاى وانتم متقدروش توقفوهم؟»، فرد عليه عبداللطيف: «نحن لا نستخدم عصا فى يد أحد».

يدلل «أبوالفتوح» بقصة المظاهرة على أنه لم تكن هناك علاقة توظيفية لهم من إدارة الجامعة ضد قوى اليسار، ولم يكن هناك اتفاق على ذلك من الطرفين، غير أنه ومن واقع المنطوق اللفظى لـ«أبوطالب»: «إزاى تسيبوا الشيوعيين يقوموا بمظاهرة؟»: «إزاى وانتم متقدروش توقفوهم؟»، نعرف طريقة تفكير إدارة الجامعة، فهى ترفض الشيوعيين ومظاهراتهم وترى فيهم الخطر الحقيقى، وتوافق وبكل قوة على أى تصرف قد تفكر فيه الجماعة الإسلامية لمواجهة هذا الخطر، ولما تقاعست، غضب «أبوطالب»، الذى هو فى الحقيقة غضب السلطة السياسية لمصر.

ستكتمل الصورة حين نضع هذه القصة فى السياق السياسى العام السائد وقتئذ، الذى قد نجد خلافا فيه حول نقطة معينة بين الطرفين، لكنها تدور داخل رؤية واحدة تجمعهما، ومعروف أن السادات واليسار والناصريين كانوا على عداء سياسى قاطع، فى نفس الوقت كان عداء الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد، مع الناصريين واليساريين على أشده، وحاصل ذلك أن السادات والإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد كانوا فى كفة، واليسار والناصريين فى كفة، وعلى هذه الأرضية كانت السلطة تولد وتربى وتطعم وتسمن القوى التى تنتسب إلى «الإسلام السياسى».

يقول «أبوالفتوح»، إن مواجهتهم مع الطلبة الشيوعيين كانت «تعبيرًا عن حسنا الجهادى أحيانا الذى كان يدفعنا إلى تغيير المنكر باليد، أى بالقوة»، ويضيف: «أذكر أن اتحاد طلاب كلية الطب عام 1973 أقام حفلا به رقص وغناء ماجن، وفكرنا كيف نمنع هذا الحفل، فاهتدينا إلى فكرة أن نحتل المدرج قبل بدء الحفلة بنصف ساعة، فجلسنا جميعًا نقرأ القرآن، ولما جاءوا لم يستطيعوا أن يخرجونا ولم تستطع الفرقة الغنائية الدخول فانتهى بذلك الحفل، أما فى المرة التالية التى أرادوا فيها إقامة الحفل فقد أغلقوا الأبواب ولم يسمحوا بالدخول إلا لمن يحمل تذكرة، وساعتها لم يكن هناك بد من مسيرة ضخمة واقتحام الأبواب بالقوة ودخول المدرج، وتعالت التكبيرات، وساد الجو نوع من الاضطراب وانتهى الحفل بالفشل».

يقدم أبوالفتوح هذه النماذج من العنف الذى ارتكبوه، لكنه يؤكد أن ذلك لم يكن يوما بتوجيه من نظام السادات أو بتوجيه من الرئيس نفسه، فهل هذا صحيح؟!

يتبع








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة