الوقف عن العمل فى الـCNN عقوبة إهانة تمثال الحرية

الإثنين، 23 نوفمبر 2015 12:00 م
الوقف عن العمل فى الـCNN عقوبة إهانة تمثال الحرية دندراوى الهوارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواتر الأحداث من حولنا، وتعرية مواقف الدول التى نصبت نفسها «كعبة» الحرية، يحج إليها النشطاء والسياسيون والحقوقيون من مختلف دول العالم الثالث، وفى القلب منها مصر، بشكل دائم، طمعًا فى الحصول على البركة «اليورو والدولار»، ما بين المطالبة بالحريات، والديمقراطية، وحقوق الإنسان نظريًا، وبين التطبيق العملى على أراضيها عندما تواجه نفس المشاكل التى تواجهها الدول النامية.

رأينا كيف تتخذ فرنسا جميع الإجراءات الاستثنائية عقب الحادث الإرهابى الحقير فى قلب باريس، من فرض حالة الطوارئ إلى الاعتقالات، والإقامة الجبرية، وإسقاط الجنسية، وتحريك الأسطول البحرى، وطائرات سلاح الجو لقصف داعش فى سوريا، والجميع رحب بهذه القرارات، شعبًا وحكومة، وإعلامًا ونشطاء ومنظمات حقوقية، ولاقت دعمًا دوليًا.

وفى بريطانيا أعطى ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة، الضوء الأخضر للشرطة البريطانية «سكوتلانديارد» لإطلاق النار على أى مشتبه به، أو من يحاول تنفيذ عملية إرهابية، أو يرفع سلاحًا فى وجه رجال الأمن، وهو قرار احترازى، خشية تنفيذ عمليات إرهابية على أراضيه.

أما فى الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الوضع يأخذ منحى أكثر تشددًا، حيث فوجئنا خلال الساعات القليلة الماضية بشبكة الـCNN الأمريكية، الأشهر فى العالم، والتى تعد منبر الحرية، تقرر وقف مراسلتها «إليز لابوت» عن العمل، لأنها عارضت القانون المقدم للكونجرس، والذى يمنع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية.

اعتراض «إليز لابوت» كان عبارة عن «تويتة» على حسابها الخاص على «تويتر»، نصها: «الكونجرس يمرر مشروع قانون قد يحد من اللاجئين السوريين، تمثال الحرية يطأطئ رأسه من الحسرة».

تخيلوا معى، تم إيقاف مراسلة فى شبكة الـCNN الأمريكية لمجرد أنها عبرت عن رأيها المعارض لقانون منع اللاجئين السوريين من الدخول للولايات المتحدة الأمريكية، ثم قالت: «تمثال الحرية يطأطئ رأسه من الحسرة»، واعتبرت إدارة القناة الإخبارية الأشهر عالميًا ما كتبته المراسلة إهانة للتمثال الذى يعد رمزًا للحرية فى العالم.

تخيلوا يا سادة، لو الحكومة المصرية اتخذت نفس الإجراءات التى اتخذتها كل هذه الدول عقب حادثتى رفح الأولى أو الثانية، أو الكتيبة 101 فى سيناء، أو حادث كرم القواديس بالقرب من العريش، إلى آخر هذه الجرائم الإرهابية المشينة ضد أبناء الجيش والشرطة، ماذا كان رد النشطاء والمعارضة، والبرادعى ووائل غنيم، وباقى فرقة «سوكا» طرب؟

ولماذا نذهب بعيدًا، فكم من مذيعة بالتليفزيون المصرى تم إيقافها عن العمل بعد توجيه إهانة لرأس السلطة فى مصر، ثم قامت الدنيا، وتحولوا من مذيعين مجهولين إلى مشاهير على مواقع التواصل الاجتماعى، وخرج النشطاء يكيلون الشتائم والسباب، ويعلنون عن مساندتهم للمذيعات، فى الوقت الذى تم فيه إيقاف مراسلة بالشبكة الإخبارية الأمريكية الأشهر عالميًا لمجرد أنها قالت «تمثال الحرية يطأطئ رأسه من الحسرة».

لم نرَ فى أمريكا نشطاء أو ثوارًا أو حقوقيين أو معارضة تهاجم شبكة CNN وتطالب بمقاطعتها، وعدم مشاهدتها، وإقالة الحكومة والنظام، مثلما يحدث عندنا فى مصر!

أعتقد أن الحوادث المتواترة، ورد فعل الحكومات الغربية السريعة، واتخاذ قرارات متشددة، أسقطت كل أقنعة الزيف التى كان يرتديها النشطاء والثوريون فى مصر، دفاعًا عن حقوق الإنسان، وتطبيق هذا الشعار «عمّال على بطال» حتى ولو على اللصوص والمجرمين، والتكفل بالدفاع عن كل من يناهض الدولة، ويتعاطف مع الحركات الفوضوية والتنظيمات والجماعات الإرهابية.. ولك الله يا مصر!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة