تعرف مصر؟ آه.. عاشرتها؟.. آه.. برضه ما تعرفهاش.
مصطفى الصاوى، شاب مصرى صاحب اختراع فريد فى الكهرباء، تتبناه الإمارات وتمنحه جنسيتها، رغم أن دبى ليست أم الدنيا، وأبو ظبى ليس أبو الدنيا، وسمّعنى خانات الذكريات: يلا عادى هى جت على شاب يعنى؟!.. ما الشباب بالكوم فى روكسى.. عادى يعنى.
مصر ليست وطنا نعيش فيه، ولا وطن يعيش فينا، ولكنها وطن نموت فيه، ويموت فينا. «قلوب.. ودباديب.. وأكفان».
العلاقة بين المواطن المصرى وأم الدنيا هى علاقة حب من طرف واحد، بحبها وهى مالية الأرض شرق وغرب علماء.. فأم الدنيا كانت قديما مقبرة الغزاة، ثم أصبحت حديثا شركة استيراد وتصدير، تصّدر 86 ألف عالم إلى الكرة الأرضية، وتستورد راقصات، «اللى بيحب صافيناز يرفع إيده فوق». والكل فى المحروسة يعمل بمبدأ «صدّرها» للى «يقدرها»، والتقدير خسرنا كتير، لكن عدم التقدير خسرنا أكتر.
البلد فى حالة نفسية سيئة، مصر تحتاج إلى التمدد على الشيزلونج، لكنها لم تعد تثق فى الأطباء، ستجد من يسطّحون المشكلة ويتكلمون عن انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا خطأ، فالشباب يحبون الميادين ولا يرتاحون للصناديق، وبصراحة مصر نفسها لا تعترف بالصناديق لأنها سيئة السمعة دائما، من أول صندوق القمامة المختفى من الشوارع بفعل فاعل، انتهاء إلى صندوق الأفكار الذى يريد الجميع التفكير خارجه، رغم أننا لم نفكر داخله ولا مرة.
كلنا نحب الملاهى، صح؟ إذن يمكنك تشبيه مصر بالزحليقة.. تطلع سلم المجد والشغل والتعب حتى نهايته، وأنت تمنى نفسك بالراحة والاستقرار، فتجد نفسك تنزلق للأسفل.. وللأسفل.. وللأسفل، مرحبا بك فى النفق، اركن جنب أخواتك.
86 ألف عالم مصرى بالخارج؟ فاهم يعنى إيه؟ هل تستطيع أن تتخيل ما الذى سيفعله هؤلاء العظماء إذا رجعوا إلى مصر؟ هل تتخيل مدى النهضة الاقتصادية التى ستعود إلى البلد بجلوس الـ«86 ألف» على القهوة؟ تخيل 86 ألف كوب شاى يوميا بـ172 ألف جنيه، يعنى فوق الـ5 ملايين جنيه شهريا، هذا على اعتبار أن كل عالم سيشرب واحد شاى كشرى فقط، ويمكنك إضافة جنيه لو طلب أحدهم الشاى فتلة، فما بالك لو تهور نص العلماء مثلا وطلبوا «سحلب»؟ نعم لعودة العلماء المغتربين فى الخارج.
لا أحد يمكنه أن يضمن لمصطفى حصوله على جائزة نوبل بعد الجنسية الإماراتية، لكننى أنا شخصيا أضمن لمصطفى أنه لن يفاجأ بأمين شرطة جاهل يضربه على قفاه لأنه لم يقف له وهو يمر.
كفّارة يا درش.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة