فى هذا التحقيق، نرصد معاناة الأطفال أمام محاكم الأسرة بعد صدور إحصائيات تشير إلى أن 41% من أبناء رواد محاكم الأسرة يعانون اضطرابا نفسيا بسبب الخلافات الأسرية.
أرقام تظهر بشاعة الانفصال والخلافات الزوجية التى تسبب تدهور حياة الأطفال
تشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد الأطفال لآباء منفصلين إلى 7 ملايين، بعد تنازع آبائهم داخل أروقه المحاكم، كما ارتفعت نسبة عدد قضايا الرؤية لصالح الآباء بمحاكم الأسرة خلال هذا العام إلى 17 ألف دعوى بسبب رفض الزوجات منحهم حق رؤية الأطفال، و7 آلاف دعوى انتهت وديا بعد تفاهم الطرفين، و12 ألف دعوى نفقة لزوجات يقفن أمام محاكم الأسرة بسبب رفض أزواجهن دفع نفقة الأطفال، و12 ألفا أخرى لإسقاط حق الرؤية بسبب سوء تصرف الآباء ومحاولة السيطرة على الأطفال باتهامات باطلة للزوجات.
- سارة صاحبة الـ9 سنوات تقف مع والداتها داخل محكمة الأسرة بمصر الجديدة
تجدها داخل محكمة الأسرة يعلو وجهها الطفولى الحزن وكأنه أكبر من سنها بأضعاف، وعندما سألناها، قالت فى منتهى البراءة كل يوم نقف هنا بالساعات، وأنا بتعب من الزعيق فى المحكمة، وبابا مش عايز يشوفنى ولا يصرف علينا، وماما بتقولى إنه بيكرهنى رغم أن كل صحابى أهلهم بيحبوهم.
وذكرت والدة الطفلة "سارة.ع" أمام المحكمة فى دعوى النفقة المستحقة على زوجها السابق بسبب رفضه دفعها أنها تزوجته منذ 11 عاما وصبرت عليه ولم تقصر يوما فى دعمه ومساعدته، وأضافت: "وفى الآخر طلقنى إرضاء لوالدته ورفض إعطائى حقوقى لأنى لم أنجب له ولد "ذكر".
وأضافت الطفلة "ملك" التى حضرت مع والدتها أمام محكمة الأسرة فى دعوى خلع: "بابا بيضربنى أنا وماما عشان بيشرب حاجات وحشة وأنا بخاف منه".
قصة أخرى تروى مأساة الاختلافات الأسرية، حيث وقفت الزوجة "رشا.طارق" التى عاشت 8 سنوات فى منزل زوجها أمام محكمة الأسرة بعابدين تشتكى إدمان زوجها لكل ما هو حرام وغيابه عن الوعى وضربها وطفلتها وسرقة طفلها "محمد 6 سنوات" وحرمانها منه منذ 7 شهور لتطلب الخلع وتمكينها من رؤية طفلها.
وتحكى طفلتها "ملك.ج.ث.. 7 سنوات" مأساتها، حيث قالت: "بابا حرمنى من أخويا محمد وبيضرب ماما وبيضربنا وأنا مش بحبه عشان بيخوفنى دائما".
- إياد "12 عاما" أصبح راجل البيت
وقف الطفل "إياد.ع" أمام محكمة الأسرة بإمبابة، وقال: "أنا أكبر اخواتى وباعتبر نفسى راجل البيت بعد ما بابا سابنا، ومقدرش اسيب ماما تتبهدل وتقف لوحدها فى المحكمة عشان كدا دائما بكون معاها فى كل جلسة لغاية ما المحكمة تدفعلها فلوس عشان نقدر نعيش".
فيما قالت والدة الطفلة "نهى.ص": زوجى رفض طلاقى رغم زواجه بأخريين وتركنى و3 أولاد دون نفقة ولا مصدر رزق وما زلت أعانى بسبب خطئى فى الزواج من هذا الأنانى".
- رأى إخصائيى التربية
ومن ناحيتها، علقت الدكتورة "مها حشمت" الحاصلة على دكتوراه فى تربية الأطفال بأن حالة الأطفال الذين يتعرضون لتجربة انفصال الوالدين، يجب علاجها والتعامل معها بحكمة.
وقال حشمت إنه يجب عدم تعريض الطفل للذهاب إلى المحاكم والتعامل مع القضاة والمستشارين وإذا حدث ذلك يكون هناك استشارى نفسى وعلم اجتماع، لكى يساعده على التغلب على هذا الموقف، موضحة أنه حال تعرض الطفل لهذه التجربة، يجب حجب الخلافات بين الأب والأم ويتم التعامل مع الطفل بحنان من جانب الطرفين، ويفضل هنا "اللمس" لكى نكسبه عامل الاطمئنان والسيطرة على الخوف الذى ينتابه.
وأضافت أن تعرض الطفل لرؤية هذا الخلاف يجعله طفلا عدوانيا سواء على أصدقائه أو المجتمع، كما أن بعض الأطفال يتجهون للعنف أو يصبح الطفل حقودًا ويعاقب غيره بسبب الأزمة التى مر هو بها.
وأشارت إلى أن الحالة التى يكون فيها الطفل "رأيه سلبى" لأحد الأطراف سواء أمه أو أبيه، فيجب أن يكون رد الفعل عليه الهدوء وإشعاره أنه خاطئ لكى لا تحدث له انتكاسة أكبر مما هو فيها، ويحاول الطرف المحايد أن يوصل للأسرة فكرة محاولة التعامل بصورة إيجابية لصالح الطفل وأن يتفق الزوجان ويصلا إلى حل ليحاولا أن يصلوا بذلك الطفل إلى بر الأمان.
موضوعات متعلقة..
- وزيرة التضامن لـ"اليوم السابع": توقيع بروتوكول غدا مع "تحيا مصر" لحماية أطفال الشوارع.. وتؤكد رصد 162مليون جنيه لمشروع "أطفال بلا مأوى" وسيارات متنقلة لأماكن تجمعهم لعلاج فيروس C وتطوير مؤسسات الرعاية
عدد الردود 0
بواسطة:
أب لا يرى أولاده
تعديل قانون الرؤية الى الاستضافة