محمد الدسوقى رشدى

نخبة «فرش الملاية»!

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر تستحق سياسيين أفضل من هؤلاء، «فرش الملاية» ليس منهجهم، وحسن التصرف طريقهم، والقدرة على قراءة الواقع السياسى هدفهم.

تستحق مصر سياسيين قادرين على النطق، ومؤهلين لإدارة معاركهم الانتخابية دون السقوط فى وحل الردح، منكرين لذاتهم، ويغلّبون مصالح الوطن على مصالحهم.

مصر بقدرها ومقدارها أكبر من معركة «الخيابة» الدائرة بين تهانى الجبالى وقيادات قائمة «فى حب مصر».. تخترق المستشارة العالمة ببواطن القوانين الصمت الانتخابى، وتغتصب قانون الانتخابات بمؤتمر صحفى علنى توجه من خلاله اتهامات لخصومها بعد أن ظلت سنوات تكذب علينا، وتؤذن فى عقول المصريين بأن يحترموا القانون، وبمجرد أن راودتها مصالحها عن نفسها، ضربت القانون فى مقتل.. مشكلة المستشارة تهانى لا تكمن فقط فى اتهاماتها لقائمة «فى حب مصر» بأنها تدعم الإخوان، وتفتح بابًا لعودتهم، بل المشكلة الرئيسية فى اختيار التوقيت، وطريقة صياغة التصريحات التى لا تليق أبدًا بنخبة سياسية مصرية تدعى أنها تدعم الدولة، وتريد لها الاستقرار، فإذا بها تبيع الدولة واستقرارها مقابل مصالحها الخاصة.

الأزمة هنا ليست أزمة المستشارة تهانى الجبالى فقط، بل ظهرت بشكل أوضح فى ردود قيادات قائمة «فى حب مصر» الذين لم يرتقوا أبدًا بمستوى تصريحاتهم، فخرج أسامة هيكل برد لا يليق أبدًا بقيادة سياسية حينما رد على اتهاماتها بالقول: «اعقلى يا تهانى».

يشكو أسامة هيكل، وزير الإعلام السابق، دومًا من تدنى الحوار فى وسائل الإعلام، واستخدام الألفاظ غير اللائقة، لكنه لم يخجل من السقوط فى نفس البئر، حينما تعرضت مصالحه السياسية للخدش، واستخدم نفس الأسلوب الذى يرفضه ويتهم من يستخدمه بأنه يشوه سمعة مصر.

للأسف كلما رأيت واحدًا من أهل قيادات النخبة السياسية فى مصر يتكلم، وينصح، ويشرح، ويجعل من نفسه أستاذًا لتقييم المسار السياسى أو الاجتماعى، أتحسس عقلى فلا أجد إلا سؤالًا واحدًا: ماذا قدّم هؤلاء، من هم أصلًا؟!، فى المدارس الابتدائية كنا نفتح كتب اللغة العربية ونكتشف أن خلف كل نص أو درس فقرة بعنوان «الدروس المستفادة»، بعضها كان يأتى نمطيًا وتقليديًا يقول ما قاله النص فعلًا، وبعضها كان يشير إلى ما هو أبعد.

لا تدفن رأسك فى الرمل يا صديقى، وتعال نعترف بأن عددًا كبيرًا جدًا من أهل الحل والعقد، وأهل الأحزاب والسياسة والقوى الثورية يعانون نقصًا حادًا فى خلايا الإخلاص، وإن وجدت فهى فى الأغلب خلايا فاسدة.. أهل الحديث باسم الوطن والثورة والسياسة يشبهون إلى حد كبير حمَلة السهام فى غزوة أحد، كانوا أول من أشعلوا شرارة المعركة، وأول من هرولوا وتركوا مواقعهم النضالية، سعيًا خلف الغنائم، تاركين مواقعهم للخصوم والفلول والفاسدين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة