التزمت الصمت طوال الفترة الماضية، حيث إننى لست طرفا فى معركة انتخابية كثيرا ما تعكس مستوى الانحطاط المجتمعى الذى وصلنا إليه، ولا أريد أن يُزج بى لكى أكون طرفا فيها عن طريق أى جهات كانت، ولا أريد أبدا أن يستخدم كلامى أو رد فعلى لصالح أحد أو ضد أحد فى منافسة انتخابية ليست شريفة.
ولكنى أود أن أوضح أن الحياة الشخصية والعلاقات الإنسانية، أمر شخصى بحت لا يخص أحدا، والزج به واستخدامه فى أى وقت أو ظرف كان، هو انحطاط أخلاقى ومجتمعى، فلا أستعجب من مجتمع بارك انتهاك الخصوصيات أن يحل لنفسه استخدام الحياة الشخصية لتحقيق أهداف رخيصة، وفى ذات الوقت لا أستعجب أن نفس الأشخاص الذين أحلوا وباركوا انتهاك الخصوصيات هم أنفسهم الذين يستنكرون الآن استخدام الحياة الشخصية والعلاقات الإنسانية لمصلحة تخصهم.. سبحان الله! فأود أن أذكرهم بأنه عندما تتجزأ المبادئ وتقبل على من تختلف معهم ما لا تقبله على نفسك، فمن الطبيعى أن الكأس سيدور عليك وستشرب منه إن عاجلا أو آجلا، وذلك تدبير المولى عز وجل.
لم ولن تكون السياسة فى يوم من الأيام هى المراوغة والتلاعب بالألفاظ وإيهام الناس بعكس الحقيقة وتجاهل ما تريد تجاهله لاكتساب الوقت أو التنصل من الحقيقة.. الشرف والصدق ألا تنتظر حتى يستخدم الطرف الآخر كل أوراقه فتضطر إلى الاعتراف أخيرًا ومتأخرًا بالحقيقة تحت الضغط فيكون هو الرابح وأنت الخاسر، أنت الخاسر لأنك فقدت مصداقيتك وظهرت بمظهر المراوغ غير الموثوق فيه، الحقيقة والصدق منذ البداية فقط هما المنجيان، غير ذلك أنت الخاسر، لم ولن أندم على أى عطاء قدمته وأى جهد بذلته لأنه كان دوما عن قناعة وحب ودون انتظار لأى مقابل، لم ولن أندم عن أى عطاء طوال سنين عمرى الماضية مهما قوبل هذا العطاء بمنتهى الخسة والوضاعة والندالة، وأحتسب ذلك دائما وأبدا عند الله عز وجل، فهو أعلم بالنيات وما فى القلوب.
الإعلام المصرى المتطفل على حياة الآخرين والمنتهك لخصوصيتهم «إلا ما ندر»، للأسف انعكس بكل انحطاطه على طبيعة البشر وعلى سلوكهم وتصرفاتهم، وما أكثر الجرائم الإعلامية التى تبث ليلا ونهارا عبر القنوات الفضائية فى هذا العصر، جرائم إعلامية تبث على مرأى ومسمع الجميع حكومة ودولة ونظاما وشعبا ومعارضة، الكل شاهد لا يحرك ساكنا تجاه هذه الجرائم، وكأنها أصبحت جزءا من المجتمع، جزءا من عاداته وتقاليده وسلوكه، وكأنها أصبحت جرائم قانونية، لا يزجر ولا يغضب ولا ينتفض منها القانون، جرائم الأكثر مشاهدة من الشعب المصرى بكل أسف.
وجرائم الإعلام المصرى (إلا ما ندر) تصاعدت الفترة الأخيرة بطريقة غير عادية، والسكوت على جريمة صغرى أدى إلى تطور الجريمة ووصولها لأخطر مراحلها، سكت الجميع على جرائم قذف وسب وتخوين الشباب لأنهم يريدون تصديق ذلك حتى وصلت نفس الجريمة بشكل أكثر فجاجة إلى بيوت آخرين لا يعملون فى السياسة كالواقعة الأخيرة المعروفة بـ«فتاة المول»، فكما قلت سابقا وأكرر: ذلك السكوت على تلك الجرائم أكثر من ذلك سيجعل «الجميع» يدفع الثمن.
لم ولن نكون فى يوم من الأيام عملاء أو خونة لأوطاننا، ولكنها سهامكم الغادرة لوأد أشرف ثورة وطنية قامت فى تاريخ مصر، وهى ثورة يناير المجيدة.
وثقتى بالله أن الأيام ستدور ويثبت لكم الزمن ما أقول، فالتوقيت لا يعلمه إلا الله ولكنه قادم لا محالة.ارتقوا يا أهل بلدى.. فكل مُر تفرح به فى فم ابن بلدك المختلف معه سيكون علقما فى فمك أو فم من تحبه عندما تدور الحياة، فكما تدين تدان، «ومن كان منكم بلا خطية فليرجمها بأول حجر».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة