مازلنا فى مصر بعيدين عن دوائر المعرفة الحقيقية، وتقدير المخاطر التى تواجهنا، ومنح العقل مفاتيح التحكم فى تقدير ووزن الأمور، واستبعاد مشاعر الحب والكراهية، للتعامل بمنطق، وتغليب المصلحة العامة الواسعة، على المصالح الشخصية الضيقة، ضيق ثقب الإبرة.
المصلحة العامة تؤكد أن الأوطان إذا انهارت فالجميع سيدفع الثمن باهظا، لأنه ببساطة شديدة، سننتقل من مجتمع آمن ومستقر، إلى مجتمع الغاب، كل يتكفل بحماية نفسه بنفسه، وتوفير كل سبل الحياة، مثلما يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا، على سبيل المثال، لا الحصر.
وإذا لم تدرك النخب ومجموعة المصالح السياسية والاقتصادية، وعددا من المؤسسات، والهيئات الرسمية، تحديدا، هذه الحقيقة فإنهم أول من سيدفع الثمن غاليا، خاصة وأن القاعدة الشعبية العريضة، وقوامها المواطنون البسطاء يدركون المخاطر ويخشون على بلادهم أكثر بمراحل من الذين ينصبون أنفسهم المالكين «الحصرى» للحقوق المعرفية والحقيقية.
هناك تهديدات صريحة من 7 دول وتنظيمات وجماعات لمصر، تعمل ليل نهار دون كلل أو ملل لإسقاط القاهرة فى مستنقع الفوضى، ومن ثم السير فى طريق انقراض الأمم واندثارها من على الخريطة الجغرافية، كاندثار الأمم والممالك القديمة التى لا وجود لها إلا على صفحات التاريخ.
الدول والجهات التى تعاونت فيما بينها لإسقاط مصر، هى الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وقطر، وإسرائيل، وداعش، وجماعة الإخوان الإرهابية، وكوكتيل خونة الداخل المكون من نشطاء، وحقوقيين، وأدعياء الثورية، وأصحاب الشعارات الرنانة.
هذه الدول والجهات لا هدف لها حاليا، ومستقبلا، إلا العبث وإثارة القلاقل، وتأجيج الأوضاع فى الداخل المصرى، ومنح الضوء الأخضر لخونة الداخل لتنفيذ المخطط، وعدم الارتكان للراحة، وانتهاز أنصاف الفرص للإسراع بإسقاط مصر، لذلك يجب على الأجهزة المعنية، وفى القلب منها، الجهاز الأمنى، أن تراجع خططها وتطور أدائها، وتضع نصب أعينها أنها فى حرب طويلة، يجب ألا يغمض لها جفن، أو يتسلل إلى قلوبهم لحظة اطمئنان أن الأمور بدأت تستقر، وأن يدركوا حقيقة أنه ومع بزوغ نور كل صباح، يبدأ يوم جديد فى المعركة، وأن الموت يترصدهم.
وتعالوا نعترف بالأخطاء، دون مغالاة، ونضع أيدينا على مواطن الداء، لتحديد المرض وعلاجه من جذوره، بعيدا عن المسكنات التى أضرارها أخطر من نفعها بكثير.
تعالوا نعترف، أن الشعب لم يدخر أى جهد فى تقديم كل الدعم والمساعدة والمساندة للأجهزة الأمنية فى 30 يونيو وما بعدها لإعادة الهيبة المفقودة، وترميم الشروخ التى أحدثتها الجماعات والتنظيمات والحركات الإرهابية والفوضوية فى جدران الثقة بينها وبين المواطنين، ومحاولة إسقاطها تحت شعارات الكذب والبهتان من عينة، التطهير، والهيكلة.
أيضا القيادة السياسية تقدم كل الدعم والمساندة، لهذه الأجهزة، بشكل لم تشهده من قبل، ومن هذه النقطة ينطلق سهم الأسئلة، أين الخلل إذن، وكيف يدخل إرهابيون فندقا يقيم فيه قضاة بهذه السهولة واليسر، وينفذون عملهم الإجرامى، ومعظم العمليات الإرهابية، تتم للأسف بنفس الطريقة، ومازال الإهمال يلقى بخيوطه على الأداء العام للأجهزة الأمنية؟!
الحقيقة وبوضوح، ودون مجاملة، الأجهزة الأمنية لا تدعم ولا تساند نفسها، غياب تام للرؤى، ومواكبة التطور فى جميع المسارات، التقنية والعلمية، والسياسية، وقبولها والتعاطى معها بكل واقعية حسب فقه الواقع، والتعامل معه بقدرات أعلى، والترفع عن سفاسف الأمور، والبعد عن افتعال الأزمات مع المواطنين.
لابد من الاعتكاف وحشد الهمم، لتطوير أداء الأكمنة الأمنية، ورفع درجة حالة اليقظة والاستعداد إلى القصوى من الآن، وإلى يوم القيامة، فالأوضاع تبدلت، والمؤامرات زادت بشكل خطير، وعالم الجريمة زادت رقعتها التكنولوجية والتقنية بشكل مذهل، وأصبحت متابعتها وكشفها ليس بالأمر اليسير، لذلك مطلوب التدريب والتأهيل العالى، والتسليح المتقدم، واليقظة العالية، لمواكبتها ومواجهتها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة