سناء عبد الله تكتب: المجتمع المدنى والمشاركة السياسية للمرأة

الخميس، 26 نوفمبر 2015 02:36 ص
سناء عبد الله تكتب: المجتمع المدنى والمشاركة السياسية للمرأة ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الانفتاح الأول للمرأة المصرية على نفسها والمجتمع قد بدأ فى القرن التاسع عشر مع حركة التعليم والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ونجد فى العقد الأخير من القرن التاسع عشر كانت أدوات المرأة تتمثل فى التواصل مع الأخريات ومع المجتمع من خلال الثقافة والفكر والإبداع والصالونات الثقافية ثم كان تأسيس جمعيات خيرية نسائية عام ١٨٩٦، والبعض يرى أن البداية كانت فى الطبقة العليا الأرستقراطية وبعض الأميرات من الأسرة المالكة ومن الشواهد التاريخية على ذلك نجد الأميرة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل تبرعت بأرض وأموال لبناء جامعة فؤاد الأول وهى أول جامعة مصرية، والمنظمات المبكرة المعبرة عن المرأة كانت طريقة مشروعة ومقبولة اجتماعيا لتوفير أدوات المشاركة والتأثير للنساء المصريات. وحصدت المرأة المصرية منذ القرن التاسع عشر على أبعاد صفة عملها فى المجال السياسى حيث أصدرت هند نوفل مجلة الفتاة عام ١٨٩٢ وكتبت أنها ليس لها أهداف سياسية وهو اتجاه قائم إلى حد ما إلى الآن وحين نصل إلى مطلع القرن العشرين ظهرت عشرات من المنظمات التطوعية المعنية للمرأة بدءًا من عام ١٩٠٤ عندما دعت الأميرة عين الحياة مجموعة من السيدات المصريات لتأسيس مستوصف مبرة محمد على ثم أسست السيدة هدى شعراوى ١٩٠٦ أول نادى رياضى للسيدات وكان الهدف منه توفير مكان لاجتماع النساء معًا فى سبيل نهضتهن لأن التقاليد لم تقبل هذا التوجه وفى عام ١٩٠٧ تم تأسيس جمعية الشفقة بالأطفال السيدة زينب – أنيس ثم جمعية المرأة الجديدة ١٩٠٩ .

نجد فى مطلع القرن العشرين كان افتتاح الجامعة المصرية عام ١٩٠٨ وتنظيم محاضرات للسيدات ثم قرار الجامعة بإنشاء فرع نسائى واظبت فيه نساء رائدات للحركة النسائية فى مصر مثل هدى شعراوى، نبوية موسى، ملك حفنى ناصف إلا أن الأصوات ارتفعت وتعالت لمنع المرأة من الحضور للجامعة لأن ذلك سيؤدى إلى خروجهن عن العفاف، وأن الجمعيات التى تأسست فى هذه الفترة لم تكن فقط فى القاهرة بل امتدت إلى الإسكندرية جمعية ترقية الفتاة ومن ثم إلى طنطا تأسيس جمعية اتحاد ترقى المرأة المصرية المتنوعة وحتى الوجه القبلى أسيوط وقد تأسست جمعيات ذات طابع إسلامى مثل نهضة النساء السيدات المصريات برئاسة لبيبة أحمد وأخرى ذات طابع مسيحى جمعية يد المساعدة الإنسانية وغيرها وكان توجهها العناية بالطفولة والأمومة وهنا فى هذه الفترة ظهرت وبوضوح الطبقة المتوسطة وانتهى الربع الأول من القرن العشرين بتأسيس الاتحاد النسائى الذى تبنى مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية لدعم حقوق المرأة فى العمل والتعليم وتعديل قانون الأحوال الشخصية ثم تأسس بعد ذلك تجمع الأخوات المسلمات ١٩٣٢ فى الإسماعيلية بقيادة زينب الغزالى بعد أن انشقت عن الاتحاد النسائى وكانت هذه الجمعيات تطرح خطابا تنافسيا مع منظمات النسائية الليبرالية وأبرزها الحزب النسائى الوطنى برئاسة نعمت هاشم ورابطة خريجات الجامعات والمعاهد ثم جمعية بنت النيل ١٩٤٩ برئاسة درية شفيق .

بعد ثورة ١٩٥٢ حتى ١٩٧٠ شهدت تناقضا بين اتجاه حكومة الثورة لتحقيق مكاسب للمرأة فى التعليم والعمل والرعاية الاجتماعية وبين ما يعرف بتأميم العمل الأهلى بمعنى تصفية بعض الجمعيات ومنها المتعلقة بالمرأة ثم دمج الانشطة الخاصة بها بالدولة وأن هذه الفترة شهدت تراجعا كبيرا فى عدد الجمعيات والمبادرات الاهلية وتراجع العمل التطوعى فى كافة المجالات وجاءت فترة السبعينات مرحلة انتقالية فى اطار اتساع نسبى لمساحات الحريات والنظام الحزبى حيث التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وهى فترة ما يعرف بتبنى سياسة الانفتاح الاقتصادى وقد حدث تزايد نسبى محدود فى عدد الجمعيات الأهلية وبروز عدة منظمات نسائية جديدة على الساحة أدارت دفة التحول للمرحلة التالية فى الثمانينيات والتسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة