فى ذكرى رحيل توفيق الدقن.. "الكل عاوز يبقى فتوة أمال مين اللى هيضرب"

يصف نقاد السينما المصرية، النجم الراحل توفيق الدقن، بـ"الشرير اللطيف"، الذى ينتمى للمدرسة الاندماجية فى الأداء، حيث اقتبس أغلب إفيهاته من الشارع المصرى، ومنها الإفييه الشهير "يا آه يا آه" و"أحلى من الشرف مفيش" حيث اقتبسهما من بلطجى سكران كان يجلس على مقهى بشارع عماد الدين وفى يديه زجاجة خمر ويردد هذه الأفيهات.

توفيق الدقن النجم الذى رحل عن عالمنا منذ 27 عاما، يُعد من أبرز الكوميديانات الأشرار الذى ارتبطت جميع الأجيال بإفيهاته الكوميدية وجمله الحوارية حتى الآن، إضافة إلى أسلوب أدائه الممتع خاصة نبرات صوته المعبر والساخر وهو يهز رأسه قائلا فى فيلم الشيطان يعظ: "هو جرى إيه للدنيا، الكل عاوز يبقى فتوة آمال مين اللى هيضرب"، وجملته الشهيرة بفيلم "سر طاقية الإخفاء" إخراج نيازى مصطفى "العلبة دى فيها إيه" وبفيلم ابن حميدو "أنا آه"، ولاسيما إفيهاته التى تتردد إلى الآن "أحلى من الشرف مافيش، و"يا آه يا آه"، "ألو يا أمم ألو"، "همباكة"، "صلاة النبى أحسن"، و"حلاوة أمك".

الفنان الكبير توفيق الدقن بدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبا فى المعهد العالى للفنون المسرحية من خلال أدوار صغيرة إلى أن اشترك فى فيلم " ظهور الإسلام" عام 1951، وبعدها التحق بعد تخرجه بالمسرح الحر لمدة 7 سنوات، ثم التحق بالمسرح القومى وظل عضوًا به حتى إحالته إلى التقاعد واشتهر بأدوار الشر، وإن لم يخل أداؤه من خفة ظل، وكان ناجحًا فى أدوار اللص والبلطجى والسكير والعربيد إلى درجة أن بسطاء الناس كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه بسبب تلك الأدوار.

قدم توفيق عددا كبيرا من الأعمال المسرحية التى تجاوزت المائة عمل، منها روايات كانت بطولته المُطلقة، على عكس السينما التى لم تمنحه البطولة المُطلقة إطلاقا ولكنها صنعت منه نجما كوميديا، ووضعته بين الأشرار الظرفاء، الذين يجسدون أدوار الشر ومع ذلك لا يستطيع الجمهور أن يكرههم، بسبب خفة الظل التى يضفيها على الشخصية والإفيهات التى ظلت حتى يومنا هذا راسخة فى ذهن الجمهور يرددها ويبتسم متذكرا توفيق الدقن.

وقدم خلال مشواره الفنى 286 عملا ما بين سينما ودراما ومسرح، وحقق من خلالهم نجاحا كبيرا، ومن أشهر إفيهاته "لما الناس كلها بقت فتوات أمال مين اللى هيضرب، أحلى من الشرف مفيش، كله على ودنه، آلو يا أمم، استر يا اللى بتستر، يا آه يا آه، خلاص يا نوسه هانت والنبى، ياعينى على الصبر".

حصل الفنان الكبير الراحل توفيق الدقن على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير، منها: (وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956 ووسام الاستحقاق وشهادة الجدارة فى عيد الفن عام 1978 ودرع المسرح القومى وجائزة اتحاد الإذاعة والتلفزيون وجائزة جمعية كتاب ونقاد السينما، كما حصل على جوائز عن أدواره فى عدد من الأفلام، منها “فى بيتنا رجل”، و”الشيماء”، و”صراع فى الميناء”، و”القاهرة 30”، و"ليل وقضبان".