كان أعضاء وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية قبل ثورة 25 يناير، يعيشون مرحلة الصبر، والمسكنة، انتظارا لمرحلة النصر والتمكين، وبعد الثورة والسيطرة على كل السلطات، ظهرت حقيقتهم المتعالية والمتعجرفة، والخشنة.
عقيدة الإخوان ترتكز على أنه لا يمكن تحقيق النصر إلا من خلال تأسيس جماعة قوية، تبدأ بمرحلة المسكنة والطيبة والرحمة، ومساعدة الناس، وتقديم يد العون، لإقناعهم بأنهم رجال يخشون الله، ويراعونه فى سلوكهم ونهجهم، وعندما تلوح لهم فرصة التمكين، يبدأون فى الاصطدام بالسلطة، ثم قتالها، وهو ما حدث بالضبط بعد 25 يناير.
جماعة الإخوان الإرهابية وأفرادها قبل الثورة، كانوا يخرجون على الناس بلباس التقوى والورع والطيبة والمسكنة، وبعد 25 يناير، وفوزهم بكل الاستحقاقات الانتخابية، بداية من انتخابات مجلس الشورى، مرورا بانتخابات مجلس الشعب ثم الانتخابات الرئاسية، وأخيرا الاستفتاء على دستور 2012، تبدل حالهم من النقيض إلى النقيض. فمن كان قبل الثورة يرتدى لباس الطيبة والورع، تحول بعد احتكارهم لكل السلطات، من مجالس نيابية، والفوز بمقعد رئاسة الجمهورية، وتشكيل الحكومة، والسيطرة على مقاعد المحافظات، إلى طاووس أصابه الغرور، يسير بكبرياء، وأنفه فى السماء، ويتحدث باستعلاء، وتهديد ووعيد، مثل (عصام العريان، وعصام سلطان، ومحمد البلتاجى، وحازم أبوإسماعيل) وغيرهم.
رأينا عصام العريان تحديدا، يتحدث بخشونة وعنف، وتحمل عباراته كل أنواع التهديد والوعيد، واتهام معارضيه بالخونة والمتآمرين، ملوحا بوضوح بأن من لا يعجبه سياسة جماعته الإرهابية، عليه الرحيل ومغادرة البلاد فورا.
تلك اللغة سمعتها، خلال الساعات القليلة الماضية، على لسان عدد وفير من أعضاء القوائم والأحزاب الفائزة فى الانتخابات البرلمانية حتى الآن، من خلال تصريحاتهم التى أدلوا بها أمام كاميرات برامج التوك شو بالقنوات الفضائية المختلفة.
رأيت تحولا استراتيجيا، للأعضاء الفائزين ويمثلون أحزابا وكتلا مختلفة فى لغة الخطاب، فيما قبل الانتخابات البرلمانية، ومحاولة استمالة الشعب المصرى بضرورة النزول والمشاركة فى الانتخابات، واختيارهم لإنقاذ البلاد من براثن الجماعات والتنظيمات الإرهابية، ووصل الأمر بهم إلى حد الاستجداء لإقناع الناس بالنزول، وبين لغة الخطاب بعد فوزهم واقتراب حسم الأغلبية، حيث تحول إلى لغة خطاب مغرور، متعجرف، متكبر، مستمد مفرداته من نفس لغة أعضاء وقيادات الجماعة الإرهابية بعد التمكين.
وأحذر، وبصوت صارخ ليصل إلى مسامع كل أعضاء وقيادات الأحزاب والكتل مبكرا، وقبل أن تقع الفأس فى الرأس، من اللجوء للغة الخطاب المتعالى، والمتعجرف، والخشن، لأن كل من تبنى هذا الخطاب دفع الثمن غاليا، عندما انفض الناس من حوله.
لغة الخطاب المتعالى والمتعجرف مٌنفرة، ولا يحتوى على أى مزايا، وأضراره ومخاطره جسيمة، وإذا كنا قد ذكرناكم بخطاب جماعة الإخوان الإرهابية، الذى أدى إلى خروج الشعب المصرى بكل طوائفه فى ثورة عارمة 30 يونيو، ولم يتحمل تلك اللغة عاما واحدا، فإننا نذكركم أيضا باللغة المتعالية، والخطاب الشتام، والفوضوى، الذى تبناه النشطاء وأدعياء الثورية عقب ثورة 25 يناير مباشرة.
تلك الخطاب الثورى أيضا، كان متعاليا ومتعجرفا وخشنا، ومفرداته تبعث برسائل القلق والخوف من المستقبل المجهول، وتدعو للفوضى، وإسقاط دولة القانون، ومحاربة المؤسسات المهمة، خاصة القوات المسلحة والشرطة والقضاء، وهو ما لفظه الشعب المصرى بسرعة، ولم يتحمله وخسر أدعياء الثورية الشارع بأثره، ونالوا كراهية كبيرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة