اللعب.. غرفة الموسيقى.. حصة الأنشطة.. وسائل الإيضاح أو اللوحات المدرسية، كلها ذكريات يصعب نسيانها رغم مرور الوقت عليها، وعند النظر إلى حال أطفالنا الآن نجدهم يفتقدون الكثير من روح المرح والحياة الجميلة التى عشنا فيها، ومن أهم اللحظات التى مرت علينا فى طفولتنا هو الوقت الذى كنا نقضيه فى تحضير اللوحات المدرسية أو "وسائل الإيضاح" فى رسمها وتلوينها وكتابة أسمائنا عليها ثم إعجاب المعلم بها وتعليقها فى الفصل.
كلها ساعات من أسعد الأوقات المدرسية التى كنا نقضيها، ولكن مع التطور وكعادته هدم كل المعانى البريئة فى الطفولة وانتهت فكرة اللوحات المدرسية ليحل مكانها اللوحات الجاهزة التى قام بها مصممون على أجهزة الكمبيوتر الملونة مع الرسومات الجاهزة "مطفية" المعالم مع الوجه البلاستيكى وهو ما لا يعبر عن الطفولة بأى حال من الأحوال.
وتعلق الدكتورة "نبيلة السعدى" أخصائية التواصل الاجتماعى والمتخصصة فى سلوكيات الأطفال، وتقول : "فكرة اللوحات المدرسية تنمى داخل الأطفال قيمة الإنتاج الخاص ومحاولته لإخراجها بأفضل طريقة مثالية ممكنة، بالإضافة إلى اللوحات الجماعية مثل مجلة الفصل التى تعتمد على روح الجماعة حيث يتعلم الطفل كيف يعمل فى أجواء الفريق والتخطيط لعمل مناسب لفكرتهم، كل هذه الفوائد حُرِمَ منها أطفال اليوم مع ظهور اللوحات الجاهزة أو عدم اهتمام بعض المدارس بهذه اللوحات ويقومون هم بكتابتها بأنفسهم أو شرائها دون مشاركة لأطفال فيها.
وتضيف:"وتجد مبرر كل المدارس فى حرمان الطفل من الأنشطة هو كلمة واحدة "مفيش وقت"، وهو سبب غير مناسب فهذه الأنشطة تعلم الطفل مهارات يصعب على الكتب العلمية القيام بها، نجد أطفال زمان يفضلون دائما العمل الجماعى ويسعدون كثيرا عندما ينتجون أشياء بأيديهم وتكون قيمتها فى عيونهم أكبر بكثير من شراء أى شىء لم يتعبوا فيه، وحرمان أطفال اليوم من ذلك كارثة كبيرة لا نستطيع التغلب عليها إلا إذا عالجنا الأمر، ويكون بتخصيص سنة يطلق عليها "خدمة عامة" لخريجى كلية التربية النوعية والفنون الجميلة، تكون مهمتهم فيها الذهاب إلى إحدى المدارس الحكومية وتخصيص وقت لهم مع الأطفال ليقوموا بمشروع كبير من إنتاج الأطفال وتحت إشرافهم سواء كان رسم أو موسيقى أو غناء أو عرض رياضى، وتقدم هذه المشاريع أمام لجنة تحكيم للحكم على مستوى المشرفين وقدرتهم على تدريب الطفل، وهنا سيتعرفون على مواهب الطفل ويتم توظيفها فى المكان الصحيح، منها سيأخذ الخريج الجديد شهادة خبرة بعمل مشروع كبير وفى نفس الوقت سنعوض أطفالنا عن ضياع حصة "الأنشطة" التى لا يستفاد منها.
"باى باى" لوحة المدرس.. تطور الأنشطة الطلابية من القص واللصق لـلآي باد
الجمعة، 27 نوفمبر 2015 03:06 م
لوحة المدرس
كتبت أمنية فايد
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة