يستعد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لبدء زيارته الأولى لأفريقيا منذ جلوسه على الكرسى الباباوى فى شهر مارس 2013، فلماذا لا نسعى لتكون مصر إحدى المحطات الضرورية التى يتوقف عندها بابا الفاتيكان ليتحدث عن التسامح وقبول الآخر كما ينتوى فى برنامجه الموجه لوسط أفريقيا.
كان علينا عندما يفكر البابا فى الدخول إلى أفريقيا أن نجعل بوابة مصر هى أول ما يراه من هذه القارة السمراء يزور مساجدها وكنائسها ويشهد لها أمام العالم. نعم مصر الآن فى حاجة ملحة لزيارة البابا بعيدا عن اختلاف الكنائس وأن معظم مسيحيى مصر أرثوذكس، فمصر أيضاً بها عدد كبير من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، كما أن وجود البابا فى هذا التوقيت سوف يخفف نوعا ما الضغط النفسى الذى تمارسه الدول الغربية على القاهرة. كما أن ما يدعم قولى أن جزءا من برنامج البابا يشمل زيارة مسجد فى أحد أخطر أحياء أفريقيا الوسطى فلماذا لا تكون زيارته أيضاً للجامع الأزهر شهادة فى حق التسامح المصرى الدينى. البابا فرنسيس ستيوجه فى جولته إلى كينيا وأوغندا وأفريقيا الوسطى وسيستمر حتى 30 نوفمبر الجارى، والكاميرا سوف تتبع البابا حيثما كان وستظهر من حوله وجوه سمراء تحمل رغبة فى الحياة، ونحن فى حاجة أن نظهر بجانب هذه الوجوه السمراء مبتسمين أيضاً لنعلن للعالم رغبتنا فى الحياة وأن ليس لنا وجوها إرهابية كما يتخيلنا الآخر. كما أن الطقوس الدينية التى سيقيمها البابا فى الكنائس وزيارته للمساجد خاصة أن البابا فرانسيس يلقى قبولا عاما فآراؤه وأفكاره وتصريحاته ممتلئة بتقبل الآخر، كل ذلك كان جديرا بأن تصبح مصر جزءا من الصورة. قال البابا قبل توجهه لأفريقيا الذى سيبدأ اليوم «نعيش فى عصر يتواجد فيه أتباع الديانات وأصحاب النوايا الطيبة فى كل مكان، وهم مدعوون إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، ولمؤازرة بعضهم البعض كأعضاء فى عائلتنا الإنسانية». وكأعضاء فى عائلة إنسانية واحدة علينا أن نتحدى الإرهاب المحيط وأن نقدم أنفسنا فى هذه الدائرة التى سيمر البابا من خلالها، وما كان يجب على الحكومة المصرية أن تفلت هذه لفرصة من يدها. وهناك ثلاثة مواقف مشجعة على هذا الأمر، وكان من الواجب الاستفادة منها عندما يفكر البابا فى المجىء إلى أفريقيا:
الموقف الأول: الزيارة التاريخية التى قام بها البابا الراحل «يوحنا بولس الثانى» إلى مصر فى 24 فبراير عام 2000، والتى كانت الزيارة الأولى من نوعها التى يجريها أحد بابوات الفاتيكان إلى مصر.
الموقف الثانى: عندما زار وزير الخارجية المصرى السابق نبيل فهمى الفاتيكان فى شهر مارس 2014، وأكد له البابا فرانسيس أنه يرغب فى زيارة مصر فى الفترة المقبلة.
الموقف الثالث والأهم: الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للفاتيكان 24 نوفمبر 2014، أى منذ نحو سنة تقريبا، وجرت بين الجانبين محادثات.
كان يحب تقديم دعوة مباشرة للبابا بعد هذه الزيارة، كما كان على الخارجية المصرية منذ أن علمت بنية البابا المجىء لأفريقيا بأن تقدم له أكثر من دعوة، فالعلاقات بين مصر والفاتيكان جيدة، وكان علينا استغلالها جيدًا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة