هو اللواء أركان حرب طيار مصطفى شلبى الحناوى، قائد القوات الجوية أثناء حرب الاستنزاف 1967، وأحد الذى أسهموا فى تطوير سلاح الطيران المصرى وإصلاحه بعد هزيمة حرب 1967، والذى توفى فى شهر ديسمبر سنة 1999، ولما كان من قرية «عوانة»، التابعة لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، القريبة من قريتنا منية جناج، التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حيث كان أبى يصحبنا معه إلى
«عوانة» لزيارة أقرباء لنا، حتى بعد انتقالنا لمدينة الإسكندرية للالتحاق بالجامعة، كان أبى يحرص دائمًا على زيارة صديقه سعادة اللواء طيار «مصطفى بك شلبى» كما كان أبى يذكر اسمه دائمًا بكل تبجيل واحترام، وفى إحدى هذه الزيارات سمعت أبى يقول لسعادة اللواء مصطفى بك: «حدثنا عن صديقك
الدب»، وضحك سعادة اللواء كثيرًا، وعندما عدنا إلى الإسكندرية سألت أبى عن حكاية الدب مع سعادة اللواء، ضحك أبى وقال: «إنه الدب الروسى صديقه، وهذا الدب هو واحد من الخبراء الروس العسكريين فى مصر»، عرفت بعد ذلك أنه جاءت إلى مصر عام 1967 مجموعة متخصصة من العسكريين من القوات المسلحة السوفيتية بعد دعوة الحكومة والرئيس المصرى جمال عبدالناصر لتوفير الدعم العسكرى
والهندسى للقوات المسلحة المصرية، خاصة فى مواجهتها المسلحة مع إسرائيل، وتم إرسال وحدات نظامية
وتشكيلات من الجيش والبحرية السوفيتية، وتأسيس وحدة استشارات عسكرية للتعاون مع القوات المسلحة المصرية، بعدما كان الرئيس عبدالناصر قد وقّع عقدًا مع الاتحاد السوفيتى لشراء المئات من الطائرات،
خاصة طائرات «ميج 15، وميج 17، واليوشن 28 القاذفة المتوسطة»، وكان إمداد الاتحاد السوفيتى
للعرب بالسلاح لمحاولة موازنة التغلغل الأمريكى فى المنطقة، وبناء على صفقة الأسلحة التشيكوسلوفاكية التى لفتت أنظار العالم ورجال الطيران فى مصر بصفة خاصة، فقد وصلت تلك الطائرات من
تشيكوسلوفاكيا، ووصل أول خبراء إلى مصر عام 1955، ولأن هذه الصفقة المتقدمة من الطائرات المقاتلة إلى مصر كانت مهمة جدًا، فقد أرسل الاتحاد السوفيتى خيرة رجاله خبرة من الطيارين
والمدرسين، فكثير منهم كانوا مدرسى طيران بالاتحاد السوفيتى، وبعضهم كانت له خبرة قتال حقيقية فى الحرب العالمية الثانية، والأحدث منهم كانت لديه خبرة قتال فى حرب كوريا، وقد واجه هؤلاء الخبراء السوفييت مهمة كبيرة، ففى البداية كان عدد الطيارين المصريين المؤهلين قليلًا جدًا، وفى مرات عديدة كان على الخبراء السوفييت الطيران بكل الطائرات الجديدة، ونتيجة لذلك فقد طار العديد منهم فى مهمات فعلية، وخلال عام 1956 كان لدى مصر حوالى 160 طائرة متنوعة، منها 69 فقط فى الخدمة، ففى يوم 30 أكتوبر 1956 قام الطيارون المصريون بمهمة قصف قوية ضد قوة الكتيبة 202 مظلات التى تم إبرارها عند المدخل الشرقى لممر متلا، بقياده الميجور أرييل شارون، فقتلوا 40 جنديًا، ودمروا عربتين مدرعتين، بالإضافة لإسقاط طائرة اتصالات إسرائيلية، وقد ساعد الخبراء السوفييت فى تجهيز هذه الطلعة لكنهم لم يشتركوا فيها، وقام بها الطيارون المصريون بمفردهم، وفى ظهيرة نفس اليوم حدث اشتباك جوى بين طائرات «ميج 15» مصرية، وطائرات «ميستير» إسرائيلية خلال ليلة 31 أكتوبر، وبدأ الهجوم الجوى الأنجلو فرنسى ضد مصر، وكان تأثير الهجوم الجوى محدودًا فى البداية لأن الرئيس «عبدالناصر» أمر بتفريق الطائرات المصرية، لذلك فقد تم إرسال 20 طائره «ميج 15» إلى مطارات الدلتا، وطار الخبراء التشيك والروس بـ 35 طائرة أخرى إلى سوريا، وفى يوم 31 أكتوبر وصل إلى مصر عدد من طائرات «ميج 17» من الاتحاد السوفيتى مباشرة، وكانت تلك أول طائرات تصل إلى مصر أو أى دولة عربية أخرى من الاتحاد السوفيتى مباشرة، وفى اليوم التالى قام قائد الجناح مصطفى شلبى الحناوى، وهو من أكثر الطيارين المصريين دراية بالـ«ميج 17» فى ذلك الوقت بالطيران بأول طلعة مصرية بـ«الميج 17»، وهذه مجرد مقدمة عن حكاية إسقاط تركيا للطائرة الروسية، وتداعياتها المحتملة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة