البعض برر لنا أن زيارة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للقدس للصلاة على مطرانها الراحل الأنبا إبراهام «أستاذ البابا» الذى توفى مؤخراً وهى ليست سياسية وتعد هذه الزيارة هى الأولى منذ عام 1967 التى يقوم بها أعلى رأس فى الكنيسة المصرية للأراضى المحتلة منذ إعلان الكنيسة مقاطعتها عقب توقيع السادات الصلح مع الكيان الصهيونى، ولكن البابا تواضروس نسى أن هذه الزيارة مهما كانت الأسباب والتبريرات التى يروج لها البعض فإنه شو إعلامى للعدو الإسرائيلى الذى ربما يجعل من هذه الزيارة عيدا للمسيحيين فى القدس والسبب أن البابا خالف قرار المجمع المقدس بعدم الزيارة للقدس باعتبار ذلك تطبيعا حتى للصلاة على مطران، وإذا كانت الزيارة رعوية فما هو المبرر الذى يجعل البابا يسافر على الطيران المتجه للقدس؟ أى أنه أصر على الحصول على تأشيرة إسرائيلية من مطار بن جوريون، ولماذا لم يسافر عبر الأردن أو غزة ولا يقول أحدهم أن غزة يحتلها تنظيم حماس لأن شخصية مثل البابا يجمع عليها كل العرب حتى من نختلف معهم سياسيا.
لقد أخطأ البابا عندما كسر الحظر الإرادى الذى فرضه الأخوة الأقباط على أنفسهم ليس للتضامن مع المسلمين ولكن لأن إسرائيل تقوم بقتل الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين فقط، وهو ما جعل الراحل العظيم البابا شنودة يؤكد أكثر من مرة قبل وفاته بأن زيارته للقدس فى ظل احتلال إسرائيل لها تختلف عن زيارة الرئيس المصرى الراحل أنور السادات لإسرائيل، فقد زارها بصفته رئيس دولة ولهدف محدد ولتحقيق نتيجة من وراء الزيارة، أما زيارته للقدس الآن فى ظل احتلال إسرائيل لها فلا فائدة من ورائها الآن وبلا أى نتيجة، بالإضافة إلى أن إسرائيل ستقول لنا وقتها لكم الزيارة ولنا الريادة، وستؤدى زيارته للقدس الآن إلى رواج اقتصادى لليهود، علاوة على أن الإعلام اليهودى سوف يظهر هذه الزيارة كما يريد.
وأنه لن أدخل القدس إلا بتأشيرة فلسطينية على جواز سفره ومع صديقه شيخ الأزهر وإخوته العرب، ولن يكون هذا إلا بعد أن يزول الاحتلال عن القدس، ويصبح المسجد الأقصى تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
وقال البابا شنودة فى مناسبات متعددة قبل وفاته إن اليهود ليس لهم أى حقوق فى القدس فهم لم يحكموا إلا فترة وجيزة فى القرن السابع قبل الميلاد وحكمها أغلب الوقت الفرس والرومان والعرب وليس صحيحاً أن لهم حقوقاً تاريخية فى القدس.
وأنه لا يوجد فى الكتاب المقدس أى إشارة أو دليل على حقوقهم أو وجود هيكل سليمان المزعوم وأن قضية القدس من القضايا الشائكة وهى لب الصراع العربى الإسرائيلى. وكل طرف متمسك بأحقيته فى المدينة المقدسة. لاسيما أن القيادات الإسرائيلية المتعاقبة تزداد تشدداً وتطرفاً.
هكذا وضع البابا شنودة رحمه الله عليه ناموسا وقانونا وشروطا لكى نزور القدس أهمها أن يزول الاحتلال عن هذه المدنية المقدسة وهو ما لم يحدث حتى نشاهد البابا تواضروس يهبط فى مطار تل أبيب وهو المشهد الذى شاهدناه عام 77 عندما زار السادات القدس، والحقيقة أننى سمعت البعض يقول إن المفتى السابق على جمعة قام بزيارة القدس وردنا على من يقول ذلك أن على جمعة أخطأ كما أننا نقول إن البابا قد أخطأ أيضاً وأنه لا يوجد مبرر واحد حتى ولو دفن أستاذ البابا فى أن يكسر أهم سلاح كنا نستخدمه ضد العدو الإسرائيلى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة