نبيل العربى: يوم التضامن مع فلسطين يجسد معاناة شعب

الأحد، 29 نوفمبر 2015 01:13 م
نبيل العربى: يوم التضامن مع فلسطين يجسد معاناة شعب نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى يأتى كل عام ليذكر العالم بتاريخ النضال الطويل لهذا الشعب ويجسد معاناته التى مرَّ عليها أكثر من نصف قرن لم تشهد لها البشرية مثيلاً فى القهر والتعسف والظلم والاحتلال.

وقال الدكتور العربى فى كلمته فى الاحتفالية التى نظمتها الجامعة العربية اليوم بمناسبة ذكرى يوم التضامن العالمى مع الشعب الفلسطينى، ان هذا اليوم الذى حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة يأتى مُذكّراً بالمظلمة التاريخية التى وقعت على الشعب الفلسطينى فى مثل هذا اليوم من عام 1947 عندما صدر القرار الجائر بتقسيم أرضه على غير إرادته، كما يأتى مؤكداً على حقه المشروع فى تقرير المصير وإقامة دولته المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح العربى ان الاحتفال هذا العام بيوم التضامن مع فلسطين يأتى فى خضم حراك سياسى ودبلوماسى سبق أن أطلقه الرئيس محمود عباس على هامش الدورات السابقة وكذلك الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة سواء بالتقدم بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الأمم المتحدة وبالإنتصار التاريخى الذى تحقق بالحصول على مركز دولة غير عضو لها صفة المراقب فى الأمم المتحدة، وأخيراً بالنجاح فى رفع علم دولة فلسطين إلى جانب أعلام الدول الأعضاء الأخرى بالأمم المتحدة.

وأشار إلى ان هذه الخطوات الهامة تأتى فى إطار حملة فلسطينية سياسية ودبلوماسية مدروسة وناجحة وبدعمٍ عربى كامل، هدفها إثبات الحق الفلسطينى فى الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، وهو ما يتفق تماماً مع ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى ومع مبدأ حل الدولتين المُهدد فى ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى وتعمد إسرائيل – القوة القائمة على الاحتلال- بتجاوز كل الحدودَ ومخالفتها الجسيمة لقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى بانتهاكاتها وممارساتها الصارخة والمخالفة لكافة المواثيق والأعراف والشرعية الدولية.

ولفت الدكتور العربى إلى ان الدعوات العربية والدولية قد اصطدمت بإطلاق عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى بسياسة الحكومة الإسرائيلية ببناء المستوطنات غير الشرعية وفق القانون الدولى، وبعدم الاستجابة لدعوات العودة إلى طاولة المفاوضات وتحقيق السلام المنشود، وبالرغم من توافق المجتمع الدولى على حل الدولتين لتحقيق التسوية السلمية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وبينما يسعى العالم لتحقيق السلام العادل، تشهد الأراضى الفلسطينية المُحتلة تطورات خطيرة وحالة من الغليان فيىالفترة الاخيرة، يمارس خلالها الاحتلال الإسرائيلى ضد أبناء الشعب الفلسطينى القمع بأبشع صوره مما أدى إلى استشهاد العديد من أبناء الشعب الفلسطينى اغلبهم من النساء والأطفال، وأصدرت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة قراراتٍ عنصرية تسمح للمستوطنين المتطرفين ولجيش الاحتلال الإسرائيلى بقتل الفلسطينيين واستخدام الرصاص الحى ضدهم، وتنفيذ الإعدامات الميدانية بحق الأبرياء الفلسطينيين من النساء والأطفال وهو ما يزيد من وتيرة الإرهاب الذى تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين المتطرفين، ناهيك عن الاستمرار فى حصار غزة بما يخالف القواعد الدولية ذات الصلة.

وقال إن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية المُحتلة بما فيها القدس الشرقية يمثل مخالفات جسيمة لقواعد القانون الدولى وجميعها إجراءات باطلة ولاغية، وعلى المجتمع الدولى وخاصة مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية والأطراف الفاعلة وخاصة الولايات المتحدة تحمل مسؤولياتهم التاريخية ووضع حد لعملية المراوغة والمماطلة التى تتعامل بها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المُتطرفة واستمرارها فى إجراءاتها الأحادية غير القانونية لتهويد مدينة القدس الشرقية المُحتلة وهدم المنازل وتغيير معالمها وأسماء شوارعها ومواقعها وتهديد المسجد الأقصى المبارك بانتهاكات يومية وتغيير تركيبة المدينة الديمغرافية وتزييف تاريخها وتراثها الإسلامى والمسيحى.
وشدد العربى على ضرورة الانتقال من مرحلة الإدانة والمواقف الاحتجاجية والتغاضى عن الانتهاكات الإسرائيلية إلى مرحلة الضغط الفعلى واتخاذ المواقف العملية والجادة لمواجهة السياسات الإسرائيلية وتجاهلها لكافة القوانين والمواثيق الدولية، إذ أن الاحتلال يسابق الزمن لفرض أمر واقع على الأرض يغير حقائقها وشواهدها ويقوّض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطينية مُستقلة.

وأوضح العربى انه صبح من المؤكد أن استمرار إسرائيل فى الاستيطان وانتهاكاتها اليومية فى الأراضى الفلسطينية المُحتلة واعتقال آلاف الفلسطينيين، وحصارها الظالم على قطاع غزة إنما يعكس انعدام وغياب الإرادة السياسة الحقيقية للحكومة الإسرائيلية اليمينية المُتطرفة برئاسة "بنيامين نتنياهو" الذى أعلن عدم قبول حل الدولتين ورفض إقامة دولة فلسطينية مُستقلة، وصرّح بأن مبادرة السلام العربية التى تحظى بالدعم والتأييد الدولى "خلف ظهره"، يُبدد أى أمل بالدخول فى مفاوضات جادة تتعامل مع كافة قضايا الوضع النهائى استناداً إلى الشرعية الدولية ومرجعياتها الثابتة ضمن إطار زمنى محدد وبعيدا عن الحلول الجزئية والمرحلية والمؤقتة، وهو ما يُحتّم على المُجتمع الدولى تحمل مسئوليته فى تحقيق السلام وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية.

وتابع: "لم يعد من المقبول أن تظل القضية الفلسطينية دون حل لذلك يجب السعى وطرق جميع الأبواب للوصول إلى تحقيق السلام العادل والشامل المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة".

كما يجب إبراز أن السياسة الإسرائيلية العنصرية التى تستند إلى الاحتلال والهيمنة وتطبيق نظام الفصل العنصرى - يجب أن تتوقف، فإسرائيل فى عالمنا المعاصر هى آخر معاقل العنصرية والابارتايد، وقد آن الأوان ان ينال الشعب الفلسطينى جميع حقوقه المسلوبة وان يبدأ ببناء وطنه وأن ينعم بسلام وأمان كبقية شعوب العالم وأن يعيش حرا فوق أرضه ووطنه.

وجدد العربى تضامن الجامعة العربية مع كفاح الشعب الفلسطينى العادل ودعم مسيرته المظفرة لتحقيق حقوقه فى الحرية والاستقلال، ونهيب بكافة قوى العدل والسلام والحرية مضاعفة جهودها لدعم هذا النضال وانتصاره.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة