نشرت هذا المقال منذ عامين فى نفس المكان والتاريخ تحت عنوان (نشتم ثم نتعايش) واكتشفت أننا ننفخ فى قربة مقطوعة فلا شىء تغير.. المشاكل لم تتغير والحلول المقترحة لم تتغير ووجوه أصحاب القرار لم تتغير والأيدى المرتعشة لم تتغير وسلوك الشعب لم يتغير.. ومع ذلك ننتظر أن تتحسن الأحوال وأن نشعر بالتغيير! كيف ومتى وأى معجزة من السماء ستحقق ذلك؟ الله أعلم، على أى حال هناك عدة بدائل للتعامل مع أى مشكلة كما يقول المتخصصين وخبراء الأدارة. فأما مواجة المشكلة بشكل حاسم وحلها بشكل جذرى. أو الانتباه لها والعمل على تقليصها وتقليل الآثار الجانبية الناتجة عنها. أو وضع خطة زمنية طويلة أو قصيرة المدى للتعامل مع المشكلة. أو تجاهلها تماما والبحث عن بدائل لا تجعل من المشكلة مشكلة. ولكننا اخترعنا طريقة أخرى تماما فى التعامل مع كل مشاكلنا. (نشتم ثم نتعايش)، فعلى سبيل المثال نحن نسب ونلعن فى المرور منذ سنوات طويلة ولكننا لم نسعَ أبدا لمواجهة المشكلة بشكل حاسم وحلها بشكل جذرى عن طريق توسيع الشوارع أو تغيير مدروس لمسارات السيارات أو خلخلة أوقات الذروة أو جلب خبراء من الخارج والالتزام بتنفيذ خططهم ومقترحاتهم مهما كانت صعبة أو مكلفة، وطبعا لم نلجأ للبديل الثانى وننتبه للمشكلة ونعمل على تقليصها من خلال فرض قوانين صارمة على الركن فى الشوارع والتوسع فى إقامة الجراجات متعددة الطوابق سواء فوق الأرض أو تحتها أو توسيع الشوارع فى المناطق الجديدة. وأيضا لم نضع خطة طويلة أو قصيرة للقضاء على الزحام بدليل أن كل يوم نصحو على شوارع أزحم وأسود مما كانت عليه، وبالطبع لم نلجأ للوسيلة الأخيرة. فلم نبحث عن بدائل أخرى مثل تشجيع الناس على الخروج من العاصمة والمدن أو التوسع فى إنشاء مترو الأنفاق أو التلفريك أو حتى المواصلات المائية، كل ما نفعله أن نسب ونلعن فى المرور ثم نتعايش مع الشوارع بقرفها بلا أدنى نية لإصلاح أو تعديل، وبالمثل نتعامل مع كل مصائبنا.. البطالة والغلاء وسوء التعليم وقلة الوقود وأزمة أنابيب البوتاجاز وفقر المستشفيات الحكومية وتوحش الفساد الإدارى..إلخ، ويبقى اللغز، هل تراكمت علينا المشاكل حتى استحالت علينا؟. أم أن هذا قدرنا وليس بيدينا إلا أن نتعايش معه؟؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة