لم تأت نتيجة حزب النور فى الانتخابات من فراغ، فالخسارة الفادحة التى تلقاها الحزب السلفى فى الانتخابات، والانتقال من نسبة 24% فى برلمان 2012 إلى نسبة لا تزيد عن 2% فى برلمان 2015، كانت نتيجة أخطاء وخطايا من الحزب وقياداته ساهمت فى تقليص شعبيته إلى هذه الدرجة التى لم يتوقعها أحد.
أغلب المحللين للانتخابات توقعوا قبل بدء المعركة الانتخابية ألا تزيد نسبة حزب النور عن 10%، وأن تدخل قائمة الحزب فى غرب الدلتا لمرحلة الإعادة، ولكن لم يكن أحد يتوقع على الإطلاق أن تصل نسبة الحزب إلى 2% وتخسر قائمته بغرب الدلتا والتى تعد القاعدة الرئيسية للنور، من الجولة الأولى.
وساهمت خطايا حزب النور عديدة، بشكل كبير فى هذه الخسارة، والتى كان أبرزها عدم حسم الحزب العلاقة بينه وبين الدعوة السلفية، فالقيادات البارزة بحزب النور هى قيادات بارزة بمجلس إدارة الدعوة السلفية، وهو ما جعل الكثيرين يربطون بين الدعوة والحزب، وأن النور لا ينفصل عن الدعوة السلفية رغم تصريحات قياداته بأن النور حزب سياسى ولا علاقة له بالدعوة.
وجاءت الخطيئة الأكبر للحزب السلفى، متمثلة فى التصريح الرسمى الذى خرج من رئيس الحزب، والذى قال فيه إن النور يتعامل مع الأقباط فى قائمته التزاما بالقانون وليس له أى بعد آخر، الأمر الذى استمر كما هو ولم يتغير، بالإضافة إلى فتوى الشيخ ياسر برهامى القديمة التى قال فيها إنه لا يجوز ترشيح الأقباط للانتخابات البرلمانية والرئاسية.
موقف النور من المرأة أيضا كان إحدى خطايا الحزب السلفى السياسية، فلولا القانون ما لجأ الحزب لترشيح سيدات على قوائمه الانتخابية، بل إن جميع مرشحيه على المقاعد الفردية كانوا من الرجال فقط، وأغلبهم من القيادات البارزة، ولكن رغم ذلك لم يحقق الحزب النتيجة التى كان يأملها والتى أعلن عنها محمد صلاح خليفة المتحدث بإسم الحزب منذ عدة أشهر، وهى 20%.
وتمثلت خطيئة الحزب الرابعة فى الغطرسة التى تمتع بها قيادات الحزب، والآمال العريضة التى روجها القيادات للقواعد بأن النور هو رقم 1 فى مصر بعد سقوط جماعة الإخوان، وأن الحزب لا يحتاج للمشاركة فى تحالفات انتخابية، بل إنه قلص عدد قوائمه الانتخابية من 4 إلى 2، مبررا ذلك بعدم رغبته على الاستحواذ على المقاعد، لأنه إذا تقدم بـ4 قوائم سيكون له الأغلبية.
عدم تجديد الدماء داخل الحزب خطيئة الحزب السلفى الخامسة، حيث إن حزب النور اكتفى عقب 30 يونيو بالإطاحة بالقيادات التى أعلنت تعاطفها مع الإخوان عقب عزل محمد مرسى، وتصعيد قيادات بديلة، ولكن الحزب لم يلجأ إلى إجراء انتخابات داخلية لتجديد الدماء، بل ظل جميع رؤساء اللجان كما هم دون تغيير وهو ما ساهم فى تقليل فرص النور فى الانتخابات.
ويبقى السؤال الهام والأصعب هو هل تكون نتيجة الانتخابات ووقعها على حزب النور خطوة لتجديد الدماء بداخله، وإجراء انتخابات شاملة تطول جميع القيادات، أم ستساهم فى انعزال الحزب عن المشهد السياسى؟
5 خطايا لـ"النور" فى انتخابات النواب.. خلطه الدين بالسياسة.. واختياره المرأة والأقباط على قوائمه التزاما بالقانون فقط.. وعدم تجديد دماء القيادات وغطرسته السياسية دفعت المواطنين للعزوف عن انتخابه
الإثنين، 30 نوفمبر 2015 11:19 ص
يونس مخيون رئيس حزب النور
كتب أحمد عرفة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة