-الممثل الجيد يقدم ما لا يخطر على بالى وأحمد زكى ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى من هذه النوعية
-على المخرج أن يستخدم كل الأدوات الفنية لتوصيل أفكاره
-الفترات المتباعدة بين أفلامى سببها الإنتاج ثم الإنتاج
-الطبقة المتوسطة هى محور أفلامى لأننى أقدم سينما عن شخصيات أعرفها
-يهمنى فى السينما التى أقدمها أن يتأثر المشاهد ويفكر ولا أحب الأفلام البليدة التى تقدم لعقليات بليدة
-الإرهاب أصبح خياله أكبر من الشرطة ولذلك انتشرت التفجيرات فى العالم كله
-أتعامل مع "السبكى" بشروط
كان الحوار مع المخرج داوود عبد السيد متعة فى حد ذاته، فهو مخرج واع ومثقف ولديه دائما فكر يريد أن يقدمه فى أغلب أفلامه، وفيلمه الأخير "قدرات غير عادية" يقدم عدة أفكار ويطرح تساؤلات عديدة ولا يقدم لمشاهده دائما السينما السهلة البسيطة، ولا السرد التقليدى، ولكنه يترك مساحة كبيرة للتفكير والتأمل أثناء المشاهدة وحتى بعد الانتهاء من الفيلم.
"اليوم السابع" أجرى معه هذا الحوار عقب عرض فيلمه بمهرجان "أيام قرطاج السينمائية" بتونس تزامنا مع اقتراب عرض فيلمه بالقاهرة فى دور العرض المصرية..
وإلى نص الحوار..
-لماذا تحضر دائما مدينة الإسكندرية بقوة فى أعمال المخرج داوود عبد السيد؟
إسكندرية بالنسبة لى مكان وهى موجودة فى عدد من أفلامى بحكم السيناريو ففى فيلمى الجديد "قدرات غير عادية" هناك بنسيون وكان لزاما أن يكون على بحر ولذلك اخترت اسكندرية وبالتحديد منطقة أبو قير واختيار المكان له دلالة خفيفة ولا يجب أن نحمل حدود اختيار الإسكندرية أبعد من ذلك.
-لماذا لم يتعمق الكاتب داوود عبدالسيد فى قصص سكان البنسيون وشخصياته المختلفة وتم التركيز فقط على شخصية يحيى "خالد أبو النجا" وحياة "نجلاء بدر" والطفلة فريدة؟
لأنها شخصيات ثانوية وأى دراما بها شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية وأنا قدمت التفاصيل أكثر فى الشخصيات الرئيسية وهى "حياة ويحيى وفريدة" لكن بقية الشخصيات ثانوية ولا يمكن أن تأخذ حجما أكثر من ذلك.
-هل رسالة الفيلم النهائية هى أن الدولة تستغل قدرات الناس لأغراضها فقط؟
هذه الرسالة موجودة ولكن بدون تعميم فالفكرة أن كل الموجودين بالبنسيون لديهم قدرات غير عادية ولكن حقوق الانسان وحريته هى الأساس فهناك اعتداء على الحرية من الجهة المجتمعية المتمثلة فى المتطرفين دينيا الذين يرمون السيرك بالطوب ويطاردوا الفنانين العاملين به وهناك تعدى من النظام السياسى أيضا الذى يحاول استغلال البنت فيما هو غير مشروع مثل أن يطلب من طفلة مثل فريدة معرفة معلومات وأخبار عن ناس تحت الاستجواب.
-لماذا كان هناك غموض فى مهنة شخصية عباس أبو الحسن؟
هو شخص لديه نفوذ ولا اهتم بتعريفه أو أن يعرف الجمهور مهنته ولكنه وضح للمشاهد أنه صاحب نفوذ فى النظام السياسى.
-هل تترك دائما مساحة من التفكير للمشاهد ولا يسرد له القصة بسهولة؟
لابد أن أفعل ذلك لأن هذا هو عيب التعليم فى مصر وأحد عيوب الإعلام الشمولى فمثلا يقولك "لازم تنزل تنتخب" وهنا أتساءل: "ليه لازم" فمن الممكن أن أكون مقاطع مثلا ولى مطلق الحرية فى عدم الانتخاب.
-أسماء الشخصيات لديك هل يكون لها دلالة؟ ولماذا تكرار اسم "يحيى" فى أبطال أفلامك؟
بالفعل كل أبطال أعمالى مؤخرا اسمهم "يحيى" لأن هناك تشابه بين الأبطال فى أفلامى وكل اسم له دلالة وتكرار الاسم له دلالة أيضا، وكنت أحب أن أسميه "يوسف" ولكن عندما أنجبت "ولد" وسميته يوسف لم أرغب أن يكون اسم بطل أفلامى على نفس اسم ابنى.
-رغم حب "حياة" لـ"يحيى" فى أحداث الفيلم إلا أنها تزوجت غيره وهو الضابط فما مبرر ذلك؟
لأن "يحيى" هو الذى أبلغ "الضابط عمر" عن ابنة "حياة" وأخبره بأنها تمتلك قدرات غير عادية وبالتالى عندما عرفت حياة قررت البعد عنه والزواج من عمر الذى سيوفر لها الأمن والأمان بحكم نفوذه.
-كيف تكتب سيناريوهاتك؟ هل دفعة واحدة أم على مراحل؟ ومن أين تأتى بأفكارك؟
بالتأكيد على مراحل مختلفة ولا أستطيع ولا أتذكر كيف تأتينى فالفكرة فجأة تخطر على بالى والفكرة يتم تطويرها بالمناسبة فأول فكرة من الممكن ألا تكون هى الأساس فى السيناريو ولكن فيما بعد تتطور الأفكار مع العمل نفسه فى السيناريو.
-هل المخرج داوود عبد السيد مهموم فى أفلامه بالطبقة المتوسطة؟
نعم هذه الطبقة هى محور أغلب أفلامى فما أقدمه من شخصيات عن الناس التى أعرفها ومن الممكن أن تتحدث عن ناس شعبيين فى طبقة فقيرة ولكنك تكون مدعى ففى "سارق الفرح" كانت قصة قصيرة ولكنها فتحت لى بابا من القصص التى نسجتها لأقدم الفيلم، وتفكر دائما كمخرج فى حدود خبرتك وعندما قدمت فيلم "أرض الخوف" عن عالم المخدرات لم يكن لدى معلومات بالقدر الكافى لكننى بدأت التفكير وسألت نفسى: ما حدود معرفتى بعالم المخدرات؟، فكانت الإجابة أن حدود معرفتى بهذا العالم لا تتجاوز المسلسل الإذاعى "سمارة" وعندما شرعت فى الفيلم ذهبت لضباط مخدرات ولكن المعلومات لم تكن كافية، فاستخدمت خيالى وبعض الخيال يكون من وجهة نظرى أصح من الواقع.
-لماذا لا يريح داوود عبد السيد المشاهد فى أفلامه؟
لماذا أريح المشاهد؟ أنا يهمنى أن يتأثر المشاهد ويفكر، والفيلم الذى يريح المشاهد أعتبره فيلما بليدا وإذا كان هذا مزعجا فلأننا لم نتعود عليه لأننا لم نعتد على النقد نتيجة الإعلام والتعليم، وحتى عندما ظهرت الصحف والقنوات الخاصة عملت فى منظومة إعلام شمولى، وتأمل اللقاءات مع الناس فى البرامج ستجدها متشابهة فلا أحد يستطيع أن يشرح وجهة نظره فالإرهابيين أصبح خيالهم أكبر من الداخلية فهذه هى المشكلة وهذا يسرى على كل شىء لأننا نخلق عقليات بليدة.
-ماذا عن اختيار نجلاء بدر لدور البطولة وهى أول مرة تمثل سينما؟
أنا كنت معجب بوجهها جدا وكنت أريد فى مواصفات الشخصية سيدة لديها 35 سنة بمعنى أنها ليست صغيرة وليست عجوزة وتكون ذكية وكل ذلك توافر فى نجلاء ونفس الأمر فى خالد أبو النجا فهو ممثل ممتاز وذكى.
- الراوى فى سينما داوود عبد السيد دائما حاضر والبعض يعتبره نقصا فى توصيل الأفكار بالصورة فما رأيك؟
الراوى كان لدى فى بعض الأفلام وهى أرض الخوف ومواطن ومخبر وحرامى ولكن هناك حوار داخلى يكون على لسان البطل وهدفه توضيح معلومات أو أحاسيس والسينما ليست صورة فقط فقد كانت صورة فقط أثناء السينما الصامتة ولذلك فعلى المخرج أن يستخدم كل الأدوات الفنية التى توصل أفكاره فممكن معلومة تقوله بثانيتين بالصوت ولو عملتها بالصورة سيحدث ملل فالتكثيف مهم وهذا أسلوبى ومن لا يعجبه ينتقده وأنا اتقبل النقد.
-لماذا يصنف البعض أفلامك على أنها أفلام نخبوية؟
أنا أقدم أعمالى فى السينما بقدر المستطاع بجودة عالية لأوسع جمهور ممكن وهذا مشروعى ولو كانت أفلامى للنخبة فقط فهذا عيب لدى.
-هل من الممكن أن تتعامل مع السبكى كمنتج؟
ممكن بشروط واتفاقات محددة لأننى لست ضده ولكن لدى مواصفات لو تم احترامها لا أمانع فى التعامل معه لأنه منتج لديه شفرة الجمهور، ويعرف كيف يكسب الجمهور، وأنا ضد مقاطعة أعمال فنية لمنتج أو لمخرج وإنشاء حملات ضده.
-لماذا يكتب داوود عبد السيد كل أفلامه؟
ليس لها علاقة بوجود سيناريو جيد من عدمه فأنا لا أبحث عن سيناريوهات ولكنى أفضل أن أعبر عما يشغلنى بنفسى فهل هناك كتاب سيناريو يعبرون عما يشغلنى؟، لو وجدت ذلك سوف أعمل مع كتاب سيناريو.
-لماذا هناك فترات طويلة ما بين أفلام داوود عبد السيد؟
السبب هو الإنتاج وأيضا البحث عن أفكار فقد ظللت فى فيلم "الكيت كات" لمدة 5 سنوات لأن الإنتاج لم يرد بناء حارة وكانوا يرغبون أن نصور فى حارة مجهزة بأحد الاستديوهات، وأنا لا يفرق معى الكم ولا الكيف يهمنى فقط الرضا عما أقدمه، وأنا راضٍ عما قدمت من أفلام بقدر ما فى العموم وأنا لا أحب مشاهدة أفلامى التى انتهيت منها لأننى أرى عيوبها لأننى مقتنع بأنه لا عمل كامل ولذلك أشاهد النقص.
-ما هو المشروع الذى يشغل داوود ولم ينفذه بعد؟
هو المشروع القادم الذى لا أعرف عنه شيئا وفى مرحلة التكوين.
-ما هو أفضل ممثل تعامل معه داوود عبد السيد؟
المهم لدى فى الممثل أن يحقق لى ما لا يخطر على بالى وليس ما أريده أنا منه لأن هذا هو الحد الأدنى لكن هناك ممثل يحقق لك أكثر مما كنت تريد منه، وهذا ينطبق على محمود عبد العزيز فى فيلم "الصعاليك" لأننى كنت أراه ممثل "حليوة" ولكنه فاجأنى، وأيضا الراحل نور الشريف فى سيد مرزوق، وهناك أحمد ذكى، ويحيى الفخرانى، فكل هؤلاء أساتذة فى التمثيل وهم مظلومون فى السينما لأن موهبتهم أكبر مما يقدموه.
-لماذا ترفض إخراج الدراما التليفزيونية؟
لأننى غير مستعد لأقدم 30 حلقة فى كلام فارغ ولو أتيحت لى الفرصة أفضل تقديم تاريخ مصر فى 30 حلقة فى عمل ملحمى والمهم هنا الإنتاج، وبالمناسبة الدراما السورية استطاعت أن تقدم الدراما خارج الأستوديو وبكاميرا واحدة بمعنى أصح قدمت الدراما التليفزيونية بمفهوم السينما ولذلك نجحت، وأنا فى مرحلة عمرية لا أستطيع خلالها أن أقدم مسلسلا واستغرق وقتا كبيرا فى التصوير، إضافة لكون ما يعجبنى لا يستطيع أحد عمله لأنه مكلف جدا ومن الشخصيات التاريخية التى أرغب فى تقديمها محمد على أو الخديوى إسماعيل وكل تاريخ الأسرة العلوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة