أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد صلاح العزب

شوف الزهور واتألم

الإثنين، 30 نوفمبر 2015 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر تحارب الجمال
يقول الشاعر التشيلى بابلو نيرودا: إذا فتحت النافذة فى الصباح ورأيت قتيلًا ورأيت وردة، أليس من المخجل أن أكتب شعرًا فى الوردة؟!

أنا شخصيًا أفتح التليفزيون والفيس بوك والمواقع الإخبارية فأرى القتيل على يد الشرطة، أو حوادث الطرق، أو الإهمال فى كل مكان فى مصر، ولا أرى الوردة، ولهذا سأكتب مقالًا فى الوردة.

القبح يحاصرنا من كل مكان، القاهرة مدينة ترابية الهوا والهوى، يكفى عام واحد على أى مبنى جديد حتى يتحول لونه الزاهى إلى لون قاتم كئيب يغم الناظرين. هذا ما تفعله بنا البيئة دون أى تدخل بشرى، أضف إلى التراب «الهالل» على العاصمة من المرتفعات الترابية المحيطة وكل عوادم السيارات العدوة للبيئة، من أول موديلات سنة 1 ميلادية، وحتى بعض السيارات الحديثة التى تبث سمومها اليومية فى وجه وصدر ورئة ودم حضرتك أولًا، ثم تحول الجو الذى كان جميلًا فى يوم ما، غالبًا أيام الفراعنة، إلى سواد أسود من قلب الأشرار.

الحمد لله، القاهرة تفوقت كعادتها، واحتلت مركزًا متقدمًا على العالم كله فى تلوث الهواء، وصنفها المؤتمر السنوى الـ11 للجمعية المصرية للشعب الهوائية والصدر والحساسية كثالث أكثر مدن العالم فى معدّل تلوث الهواء، مما يؤدى إلى انتشار مرض «السدّة الرئوية» بين المواطنين، وهو مرض مزمن يتسبب فى حدوث ضيق فى الشعب الهوائية، ويؤدى إلى انتفاخ بالرئتين والشعب الهوائية، ويعجز معه المريض عن التنفس بشكل طبيعى وصحى، أو باختصار «كلنا مخنوقين».

التلوث السمعى والبصرى والحسى يحيط بنا من كل جانب، والقمامة تحيط بكل شىء، وانزل فى جولة إلى مبانى المحافظات والأحياء المسؤولة عن النظافة أصلًا ستجدها «مردومة» خلف تلال من المخلفات الصلبة والسائلة والطرية والناشفة، وإذا كان رئيس الحى للزبالة حاضنًا، فشيمة أهل الحى كلهم إلقاء زبالتهم من البلكونات والشبابيك والسيارات. وحين فرضت محافظة القاهرة على محلات وسط البلد وضع صناديق للقمامة أمام أبوابهم وإلا غرمتهم 500 جنيه، وضع كل محل صندوقًا بشكل ولون مختلف وربطه بجنزير صدئ، وكتب عليه اسم المحل بخط ردىء، فتحولت النظافة المأمولة إلى تلوث بصرى مريع، والفضل كله يرجع للتاتش المصرى الكامن فى العروق.

هذه هى مصر ثم تسأل عن اختفاء السياحة، وهروب الاستثمار، واستفحال الإرهاب، ولا تتخيل أن الأمر يقتصر على مكان أو مستوى اجتماعى دون آخر، وانظر إلى حال كمباوندات ونوادى وأماكن عزل الطبقات العليا من المجتمع، وسترى العجائب.

أعطنى مدينة جميلة، أعطك شعبًا قادرًا على تلويثها فى ظرف 6 أشهر.
مصر تحارب الجمال








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

اخبار عالم سمسم ايه وياك

هه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ورحمة جدك انا مش عارف مين اللى جابك هنا

ادي اخرة قعدة الاهاوي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة