كيف تحولت خدمة الوطن إلى جريمة؟
اجلسوا على أى مصطبة تشاءون، فى استديو بمدينة الإنتاج الإعلامى أو داخل أرض تريدون من أهلها البسطاء أن يمنحوكم «كارت» الدخول إلى مجلس النواب، وجهوا شتائمكم للجميع، تلك ألسنتكم كما عاهدناها لا تعرف الطيب من الكلام، وهذه شتائمكم وقودكم الذى تقتاتون به من أجل البقاء على مسرح الشهرة لأداء فقرات لتسلية جمهور فاقد للذوق والوعى.
لم يعد فى العقل مجال للاندهاش أو الحزن مما يدور فوق مصاطبكم، تلك كما قلنا فقرتكم المعتادة فى ساحة السيرك الهزلى، هاجموا الشرفاء كلما تقاطعت مصالحكم وأطماعكم مع شرفهم، فقط عليكم أن تعلموا أن المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس الجمهورية السابق المحترم والمهذب هو فى الواقع أشرف من أشرفكم إن كان فيكم شريف أصلا.
كنا قد توقفنا عن الاندهاش من شتائم تلك الجوقة التى لا يعرف لسانها سوى سوء الألفاظ، الذين يدعون حب الوطن والدفاع عن الأخلاق، بينما هم أول العابرين فوق جثة الوطن حينما يتعلق الأمر بمصالحهم، هم لا يعرفون سوى الشتيمة منهجا، فلا العلم نال من عقولهم، ولا التحضر نال من أرواحهم كى يدركوا أن هناك ألف طريقة للاختلاف غير الردح.
فقط كان سماع اسم المستشار الجليل عدلى منصور وهو يتعرض لمكيال من الشتائم والإهانات سببا فى عودة الاندهاش من هذا الصنف البشرى الذى يحلل لنفسه إهانة البشر حينما يجد فى احترامهم ما يهدد مصالحه، يسألون بكل غرابة عما قدمه عدلى منصور لمصر؟، وكيف لمن مثلهم أن يفهم دور الرجل فى معركة 30 يونيو أمام الإخوان، وقبوله الشجاع بمنصب رئيس الجمهورية فى توقيت حساس وحرج وصعب، يعلم القاصى والدانى أنه قد يدفع حياته وأولاده وأحفاده من بعده ثمنا لذلك، كما يعلم كل صاحب عقل أيضا أن رفضه تولى المنصب فى ذلك التوقيت الصعب يعنى وأد ثورة فى مهدها، ولكنه تقدم وشارك صامتا غير راغب فى شهرة أو مغنم، بينما آخرون من أمثال شاتميه كانوا يطلبون البطولة لأنفسهم، ويدعون الزعامة لمجرد أنهم يطلقون بعض التصريحات.
جلسوا على مصاطبهم يريدون النيل من رجل كريم مثل المستشار عدلى منصور لأنهم يجدون فيه منافسا وخصما قويا بشرفه ومحبة الناس له فى معركة رئاسة البرلمان التى مازالت فى علم الغيب، ولم يسعفهم إدراكهم السياسى أو العقلى لفهم تبعات هجومهم على المستشار المحترم عدلى منصور، واتهامه بأنه رئيس بالصدفة، فاضى وتحت الطلب، وكل المصائب حصلت فى سنة حكمه. هكذا يرى رواد مصاطب الردح فى مصر أن الرجل الزاهد فى السلطة المستعد دوما لخدمة وطنه فى أى موقع وتحت أى ظرف، فاضى وتحت الطلب، يرون أنه أصبح رئيسا بالصدفة وهم فى ذلك معذورون لأنهم محسوبون على البشرية بالصدفة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة