بعد عامين قاد خلالها المجلس التنفيذى لليونسكو بنجاح شهد به الجميع، أنهى مؤخراً الدكتور محمد سامح عمرو، سفير مصر ومندوبها الدائم بالمنظمة، المهمة الثقيلة التى بدأها بقوة وفعالية، واختتمها أيضاً بقوة وفعالية كما وصفها زملاؤه فى المنظمة، وهو ما أشار إليه المندوب الإماراتى بالمنظمة الذى وصف عمرو بأنه «ابن مصر ومنطقتنا العربية، فنحن نعرفه جيداً ونعرف اهتمامه باليونسكو ودورها ورسالتها، ونعرف غيرته على حسن أدائها، وحرصه على أن يحقق توافق أعضاء المجلس التنفيذى بالنسبة لكل القضايا والمسائل مهما كانت شائكة».
سامح عمرو يحسب له أنه عمل فى صمت دون أن يشعر به أحد، خاصة فى مصر التى يمثلها فى اليونسكو، فتحركاته كلها كانت تتم بدبلوماسية شديدة تراعى مقتضيات المهمة المكلف بها، فهو ليس ممثلاً لمصر فقط، وإنما أصبح الرجل الثانى فى المنظمة الدولية، كما أن الفترة التى ترأس خلالها المجلس التنفيذى كانت دقيقة ومهمة جداً، خاصة أن الكثير من الآثار تعرضت للتدمير والسرقة، وتحديداً فى دول الربيع العربى، كما أن المنظمة خلال هذه الفترة دخلت بقوة على خط المواجهة ضد المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الذى استهدف التراث الإنسانى فى العراق وسوريا.
عمل محمد سامح عمرو مع آيرينا باكوفا، الأمين العام لليونسكو فى تناغم شديد، ساعد المنظمة على الدخول فى عدد من الملفات الشائكة، أهمها على الإطلاق مواجهة الضغوط الأمريكية التى جمدت تمويلها لليونسكو، بعدما صوت مؤتمرها العام فى نهاية أكتوبر 2011 قبول فلسطين عضواً كاملاً فى اليونسكو، وهو ما أغضب الأمريكان، وكان رد فعلهم عنيفاً، إلا أن المنظمة الدولية استطاعت تدارك المأزق المالى الذى عانت منه، بعدما وسعت من علاقاتها مع الأطراف الدولية المهتمة بالحفاظ على التراث التاريخى والإنسانى فى العالم.
وقدم مندوب مصر فى اليونسكو نموذجاً لكيف يكون الممثل المصرى فى منظمة دولية، سواء بتحركاته أو علاقاته، وفضلاً عن ذلك عدم خضوعه لقيود تعوق عمله، طالما أن العمل يسير وفق الإطار العام المرسوم له من الدولة المصرية، وهو ما قام به محمد سامح عمرو الذى لم ينل، من جهة نظرى، حتى الآن الاهتمام الذى يستحقه فى مصر، سواء أثناء رئاسته للمكتب التنفيذى أو قبله أو بعده، رغم أنه يستحق ليس فقط الاهتمام وإنما الاستفادة منه فى مجالات متعددة، أهمها إمكانية الدفع به مجدداً فى محافل دولية، أصبح ملماً بكواليسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة