عادل السنهورى

هل ينفد صبر الرئيس على الإعلام؟

الأربعاء، 04 نوفمبر 2015 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس غاضب من الإعلام، وغضبه بدا واضحا جدا فى الندوة التثقيفية الأخيرة للقوات المسلحة، ولأول مرة يستخدم لفظ «عيب» فى نقده لمحطة فضائية ومقدم فيها. الرئيس السيسى لا يفوت فرصة فى خطاباته السابقة إلا والإعلام أحد محاور خطابه، سواء بالإشادة أو بالتوجيه أو بالنقد أو المطالبة بالإصلاح، لأول مرة يبدى الرئيس حالة لوم غاضبة من رأى مقدم برامج، تبدو وكأنها حالة خاصة، ولكنها تظهر مدى اقتراب صبر الرئيس من النفاد على الأداء الإعلامى برمته.

لا نتمنى أن ينفد الصبر بالتأكيد، فنحن فى بداية الطريق وكل طرف فى حاجة إلى الهدوء والمراجعة والتوصل إلى صيغة ولغة تفاهم لا تعتدى أو تنتقص من حرية الرأى والتعبير، وفقا للضوابط المهنية وميثاق العمل الإعلامى، وفى الوقت ذاته لا تخلق إعلاما تابعا لا يرى فى أداء الرئيس أو الحكومة إلا كل ما يستحق الإشادة و«التطبيل» فقط، ولا نود أن تسيطر حالة الغضب، لأن الصدام والاستفزاز ليس فى المصلحة الوطنية ولا فى صالح المجتمع.

هناك أخطاء وتجاوزات إعلامية يجب الاعتراف بها، وتستدعى الانتباه لها والتوقف عندها، وتدفع الجماعة الإعلامية إلى الجلوس والتفكر لحماية المهنة من المخاطر الذاتية التى تواجهها بالانتهاء سريعا من التشريعات والقوانين الإعلامية الجديدة حتى يستعيد الإعلام المصرى دوره الحقيقى فى التنوير والتثقيف والنقد الموضوعى بوعى ومعرفة وإصلاح العوج فى البوصلة الإعلامية بعيدا عن النوايا غير الطيبة والأهداف غير الشريفة، لكن فى الوقت ذاته لا نحب أن ينفد صبر الرئيس السيسى من الإعلام، فما زال المشوار طويلا ومرحلة التحديات والمصاعب الحالية تتطلب اصطفاف جميع قوى المجتمع الحية بما فيها الإعلام دون تضخيم أو تفخيم.

ربما يكون التجاوز حالات فردية، لكنها مؤثرة ومعبرة عن الحالة المرضية وغير المرضية التى وصل إليها المشهد الإعلامى فى مصر، لكن أيضا هذا غير مبرر للغضب واستمراره، والرئيس أظنه يعى جيدا دور الإعلام فى مرحلة البناء والتنمية وفى الحشد والتعبئة وفى نشر الحقائق والمعرفة والوعى وبث روح العزيمة والهمة فى المجتمع، سيدى الرئيس نتفق معك أن هناك شبه غياب للدور الإعلامى المطلوب كما نتمناه نحن، ولكن لا يجب أن ينفد صبرك، فرغم كل التجاوز ما زال للإعلام دور قوى ومؤثر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة