خرج المصريون فى 25 يناير 2011، فى ثورة ضد نظام مبارك، حاملين شعارات «عيش، حرية، كرامة إنسانية»، وتقليدا لثورة الياسمين التونسية، ونجحت الثورة فى إزاحة مبارك ونظامه، ثم سار على الدرب سوريا وليبيا واليمن.
إذن الثورة اندلعت، لتحقيق العدالة الاجتماعية، والقضاء على الفقر، ومحاربة الفساد الذى استشرى فى كل أركان الدولة.
وسواء كنت من مؤيدى الثورة، أو ضدها، تعالوا نقدم كشف حساب يتضمن إيجابيات وسلبيات الثورة، مع الاعتراف بنقاء سريرة من خرج فى الميادين، يحلم بتوزيع عادل للثروة، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، والقضاء على الاستبداد.
أى مؤرخ منصف، مجرد من الهوى، لا مع ولا ضد الثورة، سيؤكد بالأدلة والبراهين أن نتائج ثورات الربيع العربى ككل، وليست الثورة المصرية، جلبت وبالًا على البلاد التى اندلعت فيها، وسلمت مفاتيح التدخل فى شؤونها، لكل المتآمرين الأعداء، ليعبثوا بأمن وأمان البلاد، فانهارت ليبيا وسوريا واليمن، ولولا عناية الله الحامية والحارسة، ثم الجيش الوطنى، لكانت مصر انزلقت فى نفس المصير.
أيضا، لم تحقق الثورة أى شعار من شعاراتها، فالاقتصاد انهار، والمرافق دُمرت، والفقراء ازدادوا فقرا، والأغنياء زادوا ثراء، واتسعت دوائر البؤس، وانتشر الفساد ليعم البر والبحر، والأرض والجو، واستفحل خطره أضعاف ما كانت عليه قبل الثورة، وخرجت كل الجماعات الإرهابية والتكفيرية من جحورها، واستولوا على الحكم، وراح المئات من خيرة الشباب ضحايا لعمليات إرهابية خسيسة، وحقيرة، وزادت مطامع المتآمرين فى سيناء وفى الجنوب، وتحولت القاهرة إلى مسرح لكل أجهزة الاستخبارات الدولية، يعبثون بأمنها واستقرارها، وزاد الانفلات ليطول كل شىء، أمنى، وأخلاقى وإعلامى، وسياسى، وأصبحت البذاءات والسباب والشتائم، حرية، واغتيال سمعة الشرفاء ديمقراطية، ومحاولة تفكيك الجيش والشرطة تطهيرا، فى اختلاط واضح ومتعمد لأنساب المفاهيم.
وخرج المصريون فى ثورة 30 يونيو، ليس من أجل الحرية والعيش، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، ولكن لإعادة الوطن المخطوف، وانتشاله من السقوط فى الهاوية، وتحولت أمانيهم من تحسن أوضاعهم، إلى الحفاظ على وطن بات على بُعد خطوة من الانهيار.
وعندما بدأت الدولة تستفيق من الغيبوبة، وتستعيد أنفاسها، وريادتها فى المنطقة، وتخوض حربا ضروسا ضد الجماعات التكفيرية، ويتحسن وضعها الاقتصادى، ويعود الأمن والأمان والاستقرار، فوجئنا بعودة نفس الوجوه التى سلمت البلاد لجماعة الإخوان الإرهابية من جديد، للعزف على أوتار مشاعر الأبرياء بشعارات عبثية، وكلام أجوف، وتدعو للعودة للميادين فى ثورة أخرى، والمصيبة أن هؤلاء لا يهمهم مطلقا سقوط مصر فى وحل الفوضى، لأنهم يعيشون فى أوروبا وأمريكا ويتقاضون الملايين من الدولارات.
رأس التنظيم العائد الباحث عن ثورة جديدة فى 25 يناير 2016، المدعو وائل غنيم، الذى ترك البلاد بعد أن وضعها على طريق الفوضى والانهيار وعدم الاستقرار، ليعيش فى أمريكا، ويعطى محاضرات فى جامعة هارفارد، ويتقاضى مرتبات خيالية.
وائل غنيم، بدأ يقود رفاقه هذه الأيام، ويشكل لجانًا إلكترونية، بالتعاون والتنسيق مع جماعة الإخوان الإرهابية، وحركة 6 إبريل، لإعادة نفس الشعارات، ونشر الذكريات، واستجداء عطف المصريين، وخداعهم من جديد، للخروج فى ثورة ضد نظام السيسى؟ والسؤال، هل مصر تتحمل ثورات جديدة؟ وإذا كانت الجماعات الإرهابية سرقت ثورة 25 يناير، فهل الثورة الجديدة ستكون بعيدة عن أحضان داعش؟
الحقيقة المؤكدة، وغير القابلة للنقاش، أن أى دعوة لثورة جديدة، فإن الهدف منها تقديم البلاد على طبق من فضة إلى داعش، وأن مصيرنا سيكون أسوأ من مصير سوريا وليبيا، وهذه ليست فزاعة، إنما قراءة جيدة للأحداث فيما حولنا، وما يحدث فى سيناء.
وائل غنيم ورفاقه، بدأوا يبحثون عن مظلومية، على غرار خالد سعيد، ووجدا ضالتهم فى سقطات ريهام سعيد، ثم دموع إسراء الطويل، وحولوها إلى قضية إنسانية، لابتزاز مشاعر الناس، ونجح فعليا فى كسب تعاطف عدد كبير مع الناشطة، التى شاركت فى اعتصام رابعة العدوية، وأبلغت عن عناوين وتحركات ضباط الجيش والشرطة للتنظيمات الإرهابية.
التعاطف مع إسراء الطويل، يذكرنا بنفس درجة التعاطف مع الإخوانى محمد سلطان، الذى ظهر فى صور مريضا غير قادر على الحركة، داخل محبسه، وعندما صدر عفو رئاسى بالإفراج عنه، وبمجرد وصوله أمريكا سجد وقَبّل الأرض، وظهرت حيويته، وبدأ فى تنفيث سمه فى مصر.
ثورة جديدة، تعنى قولا واحدا، تسليم البلاد إلى داعش، شاء من شاء وأبى من أبى، لذلك.. احذروا من سم تنظيم وائل غنيم، القاتل والمدمر للوطن وأمنه واستقراره!
دندراوى الهوارى
احذروا..وائل غنيم يقود خطة تسليم مفاتيح القاهرة لـ"داعش" 25 يناير 2016
الخميس، 05 نوفمبر 2015 10:25 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة