قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن حلقات برنامجه الأسبوعى ليست للتعريف بالصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، وإنما هى مخصصة للدفاع عنهم وتفنيد التهم التى وجهت إلى الخلفاء الراشدين، وإلى السيدة عائشة رضى الله عنها فيما يتعلق بموضوع الخلافة، مؤكدًا أن حديث الأزهر فى هذه الأيام عن تفنيد الاتهامات التى وجهها بعض المنتسبين إلى المذهب الشيعى ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضد أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، لا يخدم سياسة معينة؛ لأنَّ مَن يعرف الأزهر ويقرأ تاريخه وحاضره يدرك أنه فوق السياسات جميعها، ولا يمكن أن يكون جزءا من أى سياسة، بل إن الأزهر مشاهد ومراقب خارجى ينظر إلى السياسات من أعلى، وهذا هو الذى جعل الأزهر يعيش حتى الآن، يدرس ويُدرس ويحافظ على فكر المسلمين وعقيدتهم وعلى القرآن والسنة، وليس من أخلاق شيوخه أن يخدموا سياسة معينة أو يقبضوا من أجل تنفيذ سياسة معينة، ولو كان الأمر كذلك لانتهى الأزهر واضمحل.
وأضاف فى حديثه الأسبوعى الذى سيذاع غدًا الجمعة على الفضائيَّة المصرية: "سر بقاء الأزهر هو احتضانه للمسلمين جميعا يحرس وحدتهم، ويقف بقوة ضد مَن يريد تفتيتها، أو مَن يريد بعث الفتنة بينها بأى أسلوب من أساليب بعث الفتنة، ونحن لم نختر هذا التوقيت للدفاع عن الصحابة رضوان الله عليهم، بل هذا التوقيت فُرِض علينا فرضا، لأننا لاحظنا أن هناك أموالا تضخ لتحويل شباب أهل السنة إلى المذهب الشيعى، وهذا الذى نعترض عليه؛ لأن هذا الأمر سوف يؤدى بالضرورة إلى فتنة وإلى إراقة دماء فى بلاد أهل السنة، وهو ما يرفضه الأزهر، ليس كراهية فى فريق أو لتبنى فريق آخر، ولكن تحسبا وخوفا من أن تسيل الدماء وتصير بلد كمصر مثل العراق أو سوريا".
وشدد على ضرورة أنْ يُوجَّه سؤال المعترض على التطرق للدفاع عن الصحابة إلى هؤلاء الذين اختاروا هذا التوقيت لإشعال أو إذكاء البغضاء والكراهية بين الشيعة والسنة، فهذه القضايا أصبحت مطروحة الآن فى الشوارع، مؤكدًا أن العلماء فى كل المنطقة سيسألون يوم القيامة عن هذه الفتنة التى فتت المسلمين، وأسالت دماءهم ، فنحن نقتل أنفسنا بالوكالة لمخططات عالمية والجميع يعلم هذا، ومنطقتنا الآن أصبحنا مسرحا لهذه المخططات، والأزهر يتحدث فى هذا القضايا ليتصدى للعبث بوحدة الأمة الإسلامية ولِيقول: أخرجوا المذاهب وأخرجوا الإسلام، وأخرجوا الدين من ألاعيب السياسة، وأنفقوا أموالكم الفائضة عن حاجتكم على الفقراء والبؤساء الذين أضرتهم الحروب كما قال الرسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ" صحيح مسلم.
ونبه الإمام الأكبر على أنه سبق وأن دعا فى رمضان الماضى علماء السنة والشيعة إلى اجتماع لإعلان حرمة قتل الشيعى للسنى وقتل السنى للشيعى ولكن دون جدوى، مذكرًا الجميع بقول النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُه"، فأين ذهب العلماء من هذا الحديث؟ كيف يلقون ربهم؟ لافتًا إلى أن الأزهر لا يخدم سياسات بعينها، ولا يوظف المذهب الأشعرى ولا علوم الأزهر فى خدمة هذه السياسات، ويجب على المعترضين على دفاع الأزهر عن الصحابة وتحريمه لسبهم أن يبحثوا عمن يقف مع سياسات معينة ويسندها ويتقدم صفوفها، هذا ما ننزه الأزهر الشريف عنه فى الماضى والحاضر والمستقبل.
يذكر أن حديث الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يذاع على الفضائية المصرية عقب نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من كل يوم جمعة.
الإمام الأكبر: ليس من أخلاق شيوخ الأزهر أن يقبضوا من أجل تنفيذ سياسة معينة.. ولا نوظف المذهب الأشعرى ولا علوم الأزهر فى خدمة السياسة وألاعيبها..هناك أموالا تضخ لتحويل شباب أهل السنة إلى المذهب الشيعى
الخميس، 05 نوفمبر 2015 04:26 م
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة