فقط من يصحبنى كثيراً يدرك كم أنا سريع الغضب.. فالكثير اشتكى.. وإلى الله المشتكى، وما أسوأ من أن يصل ذلك من صفات إلى مديرك المباشر، فقد تخسر ترقية أو إطراء أو دينارين.. عندما قال لى "الغضب حماقة يا حورية" كنت أعلم أنه لم يستعرض ما يعجبه من درر خشبة المسرح المصرى كما تظاهر، بل كانت رسالة أعرفها جيداً، وكنت أنتظر يوماً سماعها منه ولم أعلم كيف ومتى، فكانت بلطافة كما عهدت منه.
أتعلمون، أنا مثال للموظف ذو الميول التطورية وإن لم أكن.. لما أهملت الفيسبوك لدقائق ودقائق من أجل البحث عن علاج اجتماعى مناسب لتلك اللعنة، لكننى حمدت الله على تلك النعمة، إنسانيتى هى سر الغضب، فعندما يلفت انتباهى خبر خفيف، لملحق صحفى خفيف بجريدة مصرية .. يسرد ويطبخ ويطهو فى رحلة القطة "كايرو" التى وصلت إلى إنجلترا من كايرو (نعم هى نفسها التى جالت بخاطرك الآن) عبر خطوط جوية عربية.. والحفاوة التى كانت من نصيبها هناك وما تلى ذلك من صراع بين المقاطعة الإنجليزية والدولة مالكة الخطوط الجوية على أى منهن أولى بالاعتناء بها وأيهما أحق بها من الآخر فى اقتنائها وتحمل نفقاتها التى وصلت لثلاثة أصفار وقد تصل لصفر رابع فى هذا العالم الذى سأذهلك بجزءٍ من عورته هنا.
شرق العالم وغربه يتنافسان على أيهما الأولى بالإنفاق على القطة "كايرو" فى نفس ذات الوقت الذى يتفقان فيه على ضرورة وقف تدفق الآدميين عليها، على الرغم من أن الأولى مستهلكة والآخرين، على قدر غريزتهم الاستهلاكية، منتجون. لا تعلم كيف يفكر مجتمع دول هذا العصر فى نفس الوقت الذى يشق الجيوب على ما يمر به من أزمات اقتصادية ويلطم الخدود على احتقار البشر. إذا كان الغضب حماقة فماذا عن البرود؟!
لا أتحدث عن فقراء تلك الأرض بل أتحدث عنى وعن من فى شاكلتى وشاكلتك، فعلى الرغم من انتفاخ الجيوب وتخمة المحافظ إلا أن غربتنا تبدد الرجاء والأمل فماذا عن باقى هؤلاء الفقراء وأولئك البؤساء؟!. على قدر ما أنت وأنا فيه لن نجد من يتنافس على اقتنائنا وينفق الصفر يمين الصفر، هذا هو عالم العصر والقطة "كايرو" وأنا وأنت.. ياليت السلطات تبقى كما هى ونبق نحن القطة "كايرو".
حذارى من أن لا يجد الآدميون ما يخسروه حتى مجرد نفاقهم فى إنسانيتهم، فحينها لا تأمنوهم، فقد يقتلون جميع القطط.. والبرود خيانة يا حضرة المدير.
الأمير عبد الله بكر يكتب: القطة "كايرو".. وأنا وأنت
الجمعة، 06 نوفمبر 2015 10:09 ص
ورقة وقلم - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة