أعتقد أن الإحساس الذى مازال يشعر به الأخ وائل غنيم، الطفل الأصغر لمراهقى يناير، أنه الزعيم أو أنه صاحب الكلمة التى لو كتبها على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» سوف تحرك الدنيا، وستخرج الملايين من شعب مصر تلبى دعوه هذا المراهق، معتقدًا أن ما كان يفعله قبل هوجة يناير 2011 يصلح لنا الآن، بعد أن كشفت لنا الأيام والمحن أن أمثال وائل غنيم هم غراب الشؤم الذى يجب أن نستعيذ بالله منهم، فكل ظهور لهم يحدث كوارث ومصائب للأمة، وهو ما أخشاه، خاصة أن عودة مراهق يناير وائل غنيم جاءت فى نفس التوقيت الذى ظهر فيه بوب المراهقين، الدكتور محمد البرادعى، وكلاهما استخدم «مستنقع» السوشيال ميديا، الـ«فيس بوك»، و«تويتر»، للعودة مرة أخرى لمخاطبة المواطنين، وكلاهما لا يعلم أن كل الشعب المصرى أعطى ظهره لكليهما، وأن تأثيرهما أصبح معدومًا، وأن تلك العودة تصحبها دعوات ولعنات شعب مصر.
والغريب أن عودة وائل غنيم لبث رسائله المسمومة مرة أخرى ارتبطت بدعوته الغريبة جدًا، والتى تدعو لفتح باب الحوار مع جماعة الإخوان، ولا أعرف لماذا يطرح طفل يناير المعجزة هذا الطرح، وفى هذا التوقيت بالذات، خاصة أن تأثير الإخوان فى الشارع أصبح معدومًا بنسبة كبيرة، حتى الشغب الإخوانى الذى كانت الجماعة تقوم به أسبوعيًا اختفى بنسبة كبيرة، وهو ما أكده استطلاع لمركز «بصيرة»، حيث أشار إلى أن هناك انخفاضًا كبيرًا فى مظاهرات الإخوان، خاصة فى العام الأخير.
إذن، لماذا الآن يطرح مراهق يناير، الطفل المعجزة وائل غنيم، هذا الطرح الغريب، المتمثل فى فتح حوار مع الجماعة الإرهابية، حيث قال هذا الغنيم فى تدوينة له عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحت عنوان «حوار المستقبل»: أقترح عمل جلسات نقاش بين المختلفين فكرياً وعقائدياً، وتوثيقها على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، مؤكدًا أن هناك العديد من الدول لجأت لفكرة الحوار للتغلب على الصراعات فيها .
الغريب أن وائل غنيم لم يذكر اسم الإخوان صراحة فى دعوته لحوار المستقبل، ولكن جميعنا يعلم أن الفصيل الوحيد الذى خرج من الحظيرة السياسية هو «الإخوان» التى أصبحت ماضيًا بحكم القضاء، وأن عودتها مستحيلة مع نزيف الدم الذى حرّض عليه أحد قيادتها، وهو محمد البلتاجى منذ اليوم الأول للإطاحه بالرئيس الإخوانى الفاشل محمد مرسى، عندما قال هذا البلتاجى إن ما يجرى فى سيناء سيتوقف فورًا إذا تراجع عبدالفتاح السيسى عن قراراته وأعاد مرسى لمنصبه، ومنذ هذا التحريض وشهداؤنا يتساقطون على أرض سيناء، وكان آخرها الجنود الأربعة الذين قتلوا على يد حلفاء الإخوان بعد أن تم استهدافهم من التكفيريين التابعين لجماعة الإخوان فى سيناء، فهل يقبل المراهق الصغير أن يدخل أى إخوانى فى حوار المستقبل ويده ملطخة بدماء أبنائنا من الجنود الشرفاء، أم أن حوار وائل غنيم لن يشمل هذا الفصيل؟
وإذا كان لا يقصد الإخوان، فما هذه الفصائل التى يقصدها طفل يناير المدلل، هل يقصد ما يعرف بجماعة يناير وجماعه يونيو؟.. الحقيقة أن الذى يغذى هذا الصراع هم جماعة الإخوان، لأنهم يريدون انقسام المجتمع بين حدثين وقعا فى مصر، وكان من نتائجمها التخلص من الحزب الوطنى «الفاسد»، وتنظيم الإخوان «الفاشى»، والمشهد الآن يؤكد أن التنظيم الدولى فى الخارج هو الذى يبث سمومه لكى يوهمنا بأن هناك انقسامًا فى مصر، وهو وهم زائف، لأن الأغلبية تؤمن بأن جيشنا نجح فى القضاء على فاشية الإخوان، وأنهى سيطرة فساد الوطنى، وأنه لا يوجد صراع إلا على شبكة النت، وأن أمثال وائل والإخوان هم الذين يروجون لهذه الأكاذيب، والدليل أن ما كتبه وائل غنيم عما أسماه حوار المستقبل هو تخاريف طفل مراهق يبحث عن دور جديد بعد أن اختفى نهائيًا، وأصبح نسيًا منسيًا، فهل يستطيع أحد أن يجيب عن سؤالى الذى هو عنوان هذا المقال: «حد يقول لى.. هو ليه الفاشل وائل غنيم عايزنا نتصالح مع الإخوان؟».. أنتظر الإجابة.
عبد الفتاح عبد المنعم
حد يقول لى.. هو ليه الفاشل وائل غنيم عايزنا نتصالح مع الإخوان؟
الجمعة، 06 نوفمبر 2015 11:54 ص