رحيل العالم الدكتور مسلم شلتوت مصصم أول حفار مصرى كان سيغزو المريخ‏.. حاز على نوط الامتياز واختير ضمن أفضل علماء القرن العشرين من بريطانيا.. ووكالة الفضاء المصرية كانت أبرز أحلامه قبل وفاته

توفى، أمس الخميس، العالم الدكتور مسلم شلتوت، الأستاذ بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، ونائب رئيس الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك، حيث تم تشييع الجثمان من مسجد الهدى بالقاهرة عن عمر ناهز 69 عاما.

والدكتور مسلم شلتوت من مواليد 9 مايو 1946 بالسناجرة ـ مركز أبو حماد ـ محافظة الشرقية حصل على درجتى الماجستير والدكتوراة فى فيزياء الشمس، ثم أعير للتدريس فى جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، وعمل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفزيقية بحلوان قسم بحوث الشمس والفضاء، وتولى منصب نائب رئيس الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك (AUASS)، ومنصب نائب رئيس فريق العمل الإفريقى لبحوث الفضاء الأساسية WGSSA عن شمال إفريقيا (ومقره جنوب إفريقيا)، وعضوية الاتحاد الدولى لعلوم الراديو URSI، وعضو الاتحاد الدولى للفلك IAU ومقره فرنسا.

وحصل شلتوت على عضو الجمعية الدولية للطاقة الشمسية ISES، وكان ممثل مصر بالجمعية خلال الفترة من (1988ـ1997) ومقرها ألمانيا، وعضو الشبكة الدولية للطاقات المتجددة WREN وممثل مصر بها ومقرها إنجلترا، وعضو الرابطة الدولية لتدريس الطاقة الشمسية IASEE، وممثل مصر بها ومقرها السويد، وعضو الرابطة الدولية لتكنولوجيا الكهرباء خلال الفترة من 1986 حتى 1990، ممثل المعهد الدولى لبحوث البيئة الفضائية (WISER) عن إفريقيا والشرق الأوسط ومقره سان جوزيف ـ البرازيل.

العالم الكبير حاز على العديد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الفيزيقية، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1995، وجائزة موسوعة الشخصيات القومية البارزة عام 1992 عن وزارة الإعلام، وجائزة الموسوعة الأمريكية Who’s who in the world الطبعة السادسة عشر بالولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة الموسوعة الإنجليزية الصادرة من المركز الدولى للسيرة الذاتية IBC والمسماة أبرز 2000 عالم خلال القرن العشرين، بالإضافة إلى العشرات من شهادات التقدير من جهات مختلفة، كما تم اختياره كمحكم فى خمس مجلات دولية.

كما قام بتصميم أول حفار مصرى كان من المفترض اشتراكه ضمن مركبة فضائية لغزو المريخ‏،‏ وتعطل العمل بسبب عدم وجود تمويل كاف لهذا المشروع.

وألف شلتوت عشرات الكتب، وله أكثر من ستين مقالا فى مجال الطاقات المتجددة وعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالمجلات المهتمة بالثقافة العلمية فى مجال علوم الفضاء والفلك والطاقات المتجددة، كما أنه له مائة وثمانون بحثاً، منها ثمانون بحث منشورة فى مجال فيزياء الطاقة الشمسية والبيئة، وسبعون بحث فى مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، و25 بحثا فى مجال الآثار الفلكية وتاريخ الفلك معظمها منشور فى مجلات دولية متخصصة ومؤتمرات دولية خارج وداخل مصر.

رشحه الدكتور أحمد زويل لقيادة فريق بحث مصرى فى استخدام القمر الصناعى الأمريكى "جراس" لرصد مخزون المياه الجوفية فى الصحراء، وتم إدراج اسمه ضمن موسوعة الشخصيات البارزة فى تاريخ مصر، تقديرا لنجاحه فى إعداد أول أطلس للإشعاع الشمسى فى مصر، كما اختير ضمن أفضل علماء القرن العشرين فى الموسوعة البريطانية.

أبرز مطالب وأحلام العالم المصرى الكبير إنشاء وكالة فضاء مصرية كى تساعد مصر فى النهوض ببرنامجها الفضائى وتصنيع الاقمار الصناعية بالقاهرة، حيث إنه كان أحد المشاركين ببرنامج الفضاء المصرى، كما كان له أمنية أخرى طالما طالب بها مرارا وتكرارا هى عدم اعتماد الدول على الرؤية الشرعية فقط لتحديد غرة الأهلة الهجرية والأعياد والمناسبات الدينية، والاعتماد على الأدلة الفلكية وتوقعات الفلكيين والاعتراف بالعلم، حيث كان آخر تصريحاته التى أثارت جدلا كبيرا هو أن السعودية أخطأت فى رصد هلال ذى الحجة هذا العام، وبالتالى جاءت وقفة عرفات متأخرة يوما عن موعدها الصحيح.