عمرو جاد

لا تنس أن تبتسم

الجمعة، 06 نوفمبر 2015 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قل يومين من ارتفاع نبرة إعادة التفكير فى التصالح مع جماعة الإخوان، كان المنبهرون بفوز حزب أردوغان بأغلبية مطلقة تمكنه من تعديل الدستور منفردا، يحاولون جاهدين إثبات عدم صحة التهمة التى طالت نظرية جماعات الإسلام السياسى فى الحكم «رجل واحد، صوت واحد، مرة واحدة»، فى نفس الوقت نشب خلاف بين محامية شهيرة على رأس قائمة مرشحة لمجلس النواب، شبهت الرئيس بـ«سيدنا يوسف»، وبين مخرف رفض هذا التشبيه بحجة أن سيدنا يوسف «يهودى».. أهلا بكم فى فصل جديد من المجهول.

حينما سألت أستاذنا الأكثر خبرة فى الصحافة والسياسة، سعيد الشحات، عن أكثر ما لاحظه على النتاج الفكرى والأدبى لمبدعى زمانه، قال لى: «للأسف بعد كل هذه الأعوام من القراءة تيقنت أن مجمل نتاجنا الفكرى غارق فى الانكسار.. والهزيمة»، تيقنت الآن بدورى أن السؤال الذى يطرحه الناس على بعضهم البعض منذ 5 سنوات وحتى اليوم إجابته سهلة، حتى وإن استمر الأمر لسنوات وسألك طفلك الذى كبر وأصبح شابا: «مصر ذاهبة إلى أين؟» فأجبه فورا: «انتظر حتى ينتهى العبث وستعرف بعدها»، وسيعود ليسألك كما نسأل أنفسنا الآن: «ألا يوجد أمل فى أى شىء؟ أخبره أن الأمل الساطع موجود دائما لكن رؤيته تتوقف على كثافة الغبار من حولك».

فى الظروف العادية يبدو الحديث عن الأمل أمرا مفرحا للقلوب وملهبا للحماس.. فى ظروفنا هذه يجبرك المحبطون على كتمان إيمانك به، حتى أولئك الذين يستفيدون من تمسكك بالأمل لا يساعدونك فيحبطونك أكثر، فكل الذين يئسوا من الساسة وعزفوا عن الانتخابات كان لديهم أمل بأن الذين شاركوا قد يأتون ببرلمان يعيد إليهم مرة أخرى تحمسهم للسياسة.. حدثنى سيدى عن الأمل الذى سيسقيك إياه من يربح من أوجاع الناس مقابل شرب البردقوش المغلى ومنقوع الحلبة الاستوائية على الريق، أم الأفضل أن تنتظر الأمل فيمن قد يبتزك بتسجيل لحوار فاحش بينك وبين نفسك من أيام المراهقة الغابرة، إذا أظهرت له أنك محبط فيتهمك بالتآمر على النظام الكونى، قد يكون الأمل فى الشباب حقا، لكنه بالتأكيد ليس فى هذا الشاب الذى دخل البرلمان دون برنامج.. لا تجعلوا العبث ينسيكم متعة انتظار الأمل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة