بعد وفاة داليا محرز..العدوى تقتل أصحاب الرداء الأبيض.. أطباء الجراحة والأشعة والأمراض الصدرية على رأس القائمة.. وفيروس سى وأمراض الجهاز التنفسى الأكثر حصادا لأرواح الأطباء المصريين وبدل العدوى19 جنيها

السبت، 07 نوفمبر 2015 07:58 م
بعد وفاة داليا محرز..العدوى تقتل أصحاب الرداء الأبيض.. أطباء الجراحة والأشعة والأمراض الصدرية على رأس القائمة.. وفيروس سى وأمراض الجهاز التنفسى الأكثر حصادا لأرواح الأطباء المصريين وبدل العدوى19 جنيها داليا محرز
كتبت سارة حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طفل ذكى... تلميذ مجتهد.. طالب متفوق.. طبيب حديث التخرج ببالطو أبيض يسر الناظرين، إنه التطور الطبيعى للأطباء على مستوى العالم، فتلك المهنة تتطلب إنسانا بمواصفات خاصة ودرجة عالية من الذكاء يستحق عليها التقدير والترقى.

ولكن فى مصر الوضع يختلف، فبدلا من التقدير يحصل الطبيب هنا على أدنى المرتبات والرعاية، وبدلا من الترقى تكون نهايته جثة محاطة بكفن من ذات لون الرداء الذى طالما حلم به.

منذ عدة أيام توفت الطبيبة المصرية داليا محرز نتيجة إصابتها بعدوى الالتهاب السحائى، لتفتح الباب أمام العديد من التساؤلات عن وضع الطبيب المصرى، وتدنى سبل الوقاية التى يلقاها من انتقال العدوى.

داليا ليست الضحية الأولى لوضع الطبيب المصرى المتدنى ولن تكون الأخيرة.


بسؤال أستاذ الجراحة العامة بطب القصر العينى الدكتور إبراهيم كامل عيادة عن المخاطر التى يتعرض لها الطبيب المصرى، أكد عيادة أن فى مصر يحصل الطبيب على بدل عدوى يقدر بـ19 جنيها فيما يحصل القاضى على 5000 جنيه كبدل لذات الغرض.

هذا هو الملخص المفيد لوضع الطبيب المصرى، والذى يدل على حجم الإهمال الذى يلاقيه من قبل الدولة.

الأمر لا يتوقف فقط على بدل العدوى، ولكنه يمتد أيضا لسبل الوقاية والإسعاف داخل المستشفيات والوحدات الصحية، والتى من المفترض أن يتوافر بها أعلى سبل الوقاية، وهو أمر يكاد يكون شبه معدوم فى جميع المؤسسات الصحية بمصر.

فيروس "سى" أكثر الأمراض مهاجمة للطبيب المصرى والنسبة غير معلنة


الإصابة بفيروس "سى" ربما تعد الأكثر بين الأمراض المعدية الأخرى، التى يتعرض لها الطبيب المصرى. وعن انتقال العدوى بفيروسات الكبد للأطباء فى مصر يؤكد استشارى الأمراض الباطنية والكبد الدكتور محمد المنيسى، أن أطباء الجراحة والقلب هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس "سى"، والسبب بالطبع يرجع للتعامل مع دم المريض بصورة مباشرة، ودون اتباع الخطوات الوقائية اللازمة لمنع انتقال العدوى.

تأتى الإبر الطبية على رأس الوسائل المساعدة على انتقال فيروس " سى " من المريض للطبيب تبعا لرأى المنيسى، فيما يضيف إليها إبراهيم عيادة عاملا آخر وهو قزحية العين.

يوضح عيادة أن الدول المتقدمة وحتى بعض الدول العربية، لا يسمح فيها للطبيب بإجراء عملية جراحية، إلا بعد ارتدائه نظارة طبية معينة تتوافر بجميع غرف العمليات، وتعمل على وقاية الطبيب من انتقال الدم المحمل بالفيروسات من المريض إلى عين الجراح، ومنها للقزحية والتى تنقل الفيروس إلى الدم مباشرة.

وبالطبع ففى مصر لا يوجد تلك النظارات نهائيا وحتى فى المستشفيات الكبرى والخاصة.


وعن نسبة الأطباء المصابين بفيروس التهاب الكبد الفيروسى، يؤكد المنيسى أنه لا يوجد فى مصر أى إحصائية أجريت بهذا الشأن، على الرغم من أن التجارب الحية على ارض الواقع تشير لمعدلات مرعبة من الاطباء المصابون بفيروس سى.

فيما يؤكد عيادة أن تأخر ظهور أعراض فيروسات الكبد يعد من العوامل التى تعيق الوصول لنسبة محددة من الأطباء المصابين بتلك الفيروسات، كما تسمح للأسف بانتقال الفيروس مرة أخرى من الطبيب إلى المرضى.

أطباء الأمراض الصدرية الأسرع فى التقاط العدوى وأغلب أطباء وممرضى مستعمرة الجزام مرضى بذات المرض


عن الفئة الأخرى من الأطباء والتى ترتفع بينها فرص الإصابة بالعدوى والأمراض القاتلة، يقول إبراهيم عيادة إن الأمراض الصدرية هى الأسرع انتشارا بشكل عام بين البشر، وبالطبع فالطبيب ينال من تلك العدوى قدرا ليس بهين، بل يعد أطباء الأمراض الصدرية هم الأكثر عرضة لانتقال فيروسات وميكروبات الرئة.

يؤكد عيادة أيضا أن مرض السل بدأ فى الانتشار بصورة مرعبة فى مصر فى السنوات العشر الأخيرة بل بدأ يمتد ليشمل أعضاء أخرى من الجسم، أهمها سل الثدى لدى النساء، وسل العظام والجلد والغدد الليمفاوية والكلى.

وبالطبع فالطبيب أول المعرضون لانتقال العدوى بالسل من المرضى.


يضيف عيادة إلى فئة أطباء الأمراض الصدرية أطباء مستعمرة الجزام وممرضيها، حيث يؤكد أن هناك نسبة مرتفعة بل ومرعبة من العاملين بتلك المستعمرة يعانون بالفعل من مرض الجزام، وهو إن دل يدل على إهمال جسيم من قبل الدولة، والتى من المفترض ان توفر لهؤلاء الاطباء والممرضين تحديدا درجة عالية جدا من الحماية.

أطباء الأشعة الأكثر عرضة للإصابة بالعقم


استشارى الذكورة الدكتور محمد الامبابى يوضح أن الأطباء العاملين بمراكز الأشعة من أكثر الفئات عرضة للإصابة بأمراض الذكورة وضعف الخصوبة فتلك الاشعات تؤثر بشكل مباشر على الخصية وتؤدى مع الوقت إلى إصابتهم بأمراض متعلقة بإنتاج الحيوانات المنوية مثل قلة عددها أو تشوهها أو انعدامها بشكل كامل.

ولذا فغالبا ما يستعين أطباء الأشعة بقلم طبى يمكننا ملاحظته فى جيوب زيهم الأبيض، ويعمل هذا القلم على إصدار إنذار منبه للطبيب أن مستويات الأشعة التى يتعامل معها فى حدود الخطر، ويمكنها أن تؤثر على صحته بصورة غير طيبة وأن عليه الابتعاد فورا عن مصدر تلك الأشعة.

يوضح امبابى أنه للأسف لا تحرص جميع مراكز الاشعة على توافر هذا القلم المنبه، وخاصة مراكز الأشعة التابعة للمؤسسات الحكومية، وهو ما يسهم فى تعرض الأطباء للإصابة بأمراض العقم والخصوبة، وقد يفقدوا قدرتهم الجنسية وقدرتهم على الانجاب بشكل كامل و بلا رجعة.

خارج المحروسة الموضوع أكبر من بدل العدوى الطبيب له تأمين صحى ووسائل وقاية وكشف دورى وتعويض مجزى فى حالة انتقال العدوى.

فى النهاية يتفق الأطباء أن الأمر يتجاوز توفير بدلا ماليا، ففى النهاية المشكلة تبدأ وتنتهى عند توفير سبل الوقاية الصحية للطبيب، وتوفير تغطية تأمينية لعلاجه على نفقة الدولة بصورة آدمية ومحترمة.

يؤكد المنيسى أن الامر لا يجب أن تلقى مسؤوليته بالكامل على مؤسسات الدولة، فالطبيب أيضا عليه الالتزام بشرف المهنة والتوقف عن العمل فى حالة علمه بانتقال عدوى فيروسية بالدم إليه، وهو ما يجرى خارج مصر ففى حالة اصابة الطبيب بفيروسات الدم على سبيل المثال يوقف فورا عن ممارسة المهنة ويعوض ماليا أو يتم نقله إلى عمل إدراى.

كما يؤكد المنيسى أن الاطباء فى جميع الدول "المحترمة" يخضعون لكشف دورى كل عام للتأكد من خلوهم من الامراض المعدية، كما يشترط فى جميع العيادات والمشافى، أن تلحق بحوض مياه ولا يسمح لأى طبيب أن يضع يده على المريض قبل غسلها وتطهيرها، جيدا وارتداء القفازات الطبية منعا لانتقال العدوى منه للمريض أو من المريض اليه.

كما أن وزارات الصحة فى الخارج تضمن لأطبائها ومواطنيها توافر معايير محددة بمنتهى الدقة فى جميع المؤسسات الصحية العامة والخاصة، وتحرص على رقابتها بشكل دورى وفى حالة الاخلال بأى من تلك المعايير تتخذ ضد المؤسسة الصحية إجراءات صارمة وغير قابلة للتفاوض.

فيما يؤكد عيادة أن الأمر لا ينحصر فقط فى مصر على إهمال سبل انتقال العدوى للأطباء، بل يصل أيضا لعدم توافر الأساليب والأمصال والعلاجات الفورية فى حالة انتقال العدوى بالفعل.

وهو ما يؤدى إلى كوارث حتمية يتعرض لها الطبيب المصرى بشكل متكرر على الرغم من إمكانية الوقاية منها أو حتى السيطرة عليها ومنع تدهورها بعد وقوع الكارثة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة