بريطانيا قالت الكثير عن تفجير الطائرة الروسية.. فهل تعرف فعلا أم أن الأمر يبدو جولة فى مباراة معقدة؟.. أمريكا تعرضت لإرهاب، بريطانيا أيضا فى المترو والمطارات والشوارع والمستشفيات، فرنسا، ومع هذا كان الحديث عن إرهاب يحتاج مواجهة، الأمر اختلف مع الطائرة الروسية، تجاوز الرغبة فى تسييد فكرة العمل الإرهابى، إلى حديث عن اختراق للمطار، حملة ترويجية تخلو من أى مساندة أو تعاطف، لم يحدث أن سحبت بريطانيا أو فرنسا مواطنيها بهذه السرعة فى حوادث أشد، كيف نسيت أجهزة بريطانيا أمر الطائرة الروسية التى سقطت فى السودان؟
البريطانيون قالوا إنهم عرفوا فى اليوم التالى والتقطوا مكالمة بين إرهابيين، ثم قالوا إنها مكالمة بين إرهابى ودولة بالمنطقة، أو إرهابى وطرف ثالث، ثم احتفظوا بالمعلومة وكان يمكن أن تفيد فى تعقب الإرهابيين أو التحقيقات، لم يفعلوا، ثم إن التقارير التى نشرت خلال يومين هى نفسها تلف وتدور تتبعها حملة على المطارات، من شدة ثقة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون من وجود عامل إرهابى تصور البعض أن بريطانيا إما تعرف كل التفاصيل والأشخاص وراء التفجير، وإما أنها شريك رئيسى فى هذه اللعبة.
الصحافة البريطانية تواصل القصف بشكل لايتعلق بخلاف مع السيسى، إنما حملة واضح فيها التوجيه، طبعا بمساعدة ومعرفة مواطنين مصريين نشروا تقارير متضاربة بعناوين موحدة، وحتى عندما نشرت الإندبندنت تقريرا وصورا عن موظفين يرتشون فى المطار، اتضح أنها صور لموظف يحصل رسوم خدمة مميزة، لم يهتم من نشروا الخبر الكاذب بالنفى.
الأمر لا يحتاج لنظرية مؤامرة، فى وقت تتواصل فيه الصراعات علنًا، أمريكا وأوروبا يرفضون التواجد الروسى فى سوريا، بوتين أحرجهم بإعلان الحرب على إرهاب عجزوا عن مواجهته طوال شهور، لا يستبعد أن يكون تفجير طائرة محاولة لإبعاد روسيا مثلما حدث فى الشيشان قبل أن يستعيد بوتين السيطرة، الشيشان أو داعش وأوكرانيا ليست بعيدة عن ألعاب أجهزة الحروب، وفى سوريا حرب جواسيس تمتد على اتساع المنطقة.
قد تكون الطائرة الروسية جزءا من لعبة عض أصابع، تأخذ شكل ابتزاز كان واضحًا فى لندن ومن رئيس الوزراء كاميرون، وحتى قبل الزيارة ظهر فى حملة فى الإعلام لا تخفى على أحد وتقارير ليس فيها جديد، سيقول البعض إن الإعلام حر بعيد عن السلطة، لكنه ليس بعيدا عن أجهزة مخابرات، وأموال منها قطرى أو تركى أو عابر للقارات، والأجهزة، لم تعد انحيازات الصحف خافية على أحد، ويمكن توقع ما سوف تكتبه كل صحيفة فى أمريكا وبريطانيا.
كل هذا يفترض التعامل معه باحترافية إدارة أزمة بعيدا عن التشنج أو التهاون، الإرهاب يشن حربا بالوكالة، والسياحة ضحية مكررة، وعلينا أن نفكر فى بدائل مثلما جرى من قبل، حماية لآلاف يضارون من ضرب السياحة المتعمد.. ثم نفكر فى التعامل.