الحرب ضد الإرهاب هى المعركة الأهم والتحدى الأكبر، أما الأمطار وأزمة الدولار وسقوط الطائرة الروسية، فحوادث عارضة تنتهى بمرور الوقت وزوال الأسباب، فالأمطار دقت ناقوس الخطر، لإعادة تهيئة المرافق لمواجهة الانقلاب المناخى الذى وضع مصر لأول مرة، تحت حزام الدول الممطرة، والدولار تضعف قوته فى مواجهة الجنيه، بخطط مدروسة تعرفها الحكومة أكثر منى، وحادث الطائرة الروسية ستزول آثاره كما حدث فى أعقاب حادث الأقصر سنة 98، وأعتقد أنه قبل نهاية العام الحالى السيئ، سوف تستقر الأوضاع وتهدأ حدة الأزمات.
أما الإرهاب فهو السرطان الذى يجب بتره من جذوره، وأن تكون المواجهة شاملة ومستمرة دون هدوء أو استرخاء، بعد أن أثبت حادث الطائرة، أن المجتمع الدولى يلهو ويتسلى على النار المشتعلة فى المنطقة، وأن الدول الكبرى التى تعبث فى مستنقع سوريا والعراق، تتمنى أن تمتد النيران إلى مصر، ولا تستريح للحرب الحاسمة التى يخوضها الجيش المصرى لتطهير سيناء وإعلانها منطقة خالية من الإرهاب، واستغلوا حادث الطائرة الروسية، وقفزوا فوق نتائج لم تثبت صحتها، وفضحهم مواطنيهم الذين أصروا على استكمال إقامتهم فى شرم الشيخ، لأن الأوضاع الهادئة على أرض الواقع، أقوى بكثير من بيانات التعليق المشبوهة، التى تزعمها كاميرون وبريطانيا لأسباب يطول شرحها.
ما حك جلدك غير ظفرك، وكلما حققت تجربة مصر نجاحات فى الحرب ضد الإرهاب، انكشف خداع دول التحالف الدولى الذى غزت المنطقة جيوشه بأكذوبة القضاء على الإرهاب، هم يتسلون ويلعبون ويختبرون أسلحتهم وقواتهم فى مشروعات قتالية تجريبية، ولا يخوضون حربا حقيقية، حتى يستمر غزوهم لدول المنطقة إلى ما شاء الله، أما مصر فتخوض حربا مصيرية وعادلة لتطهير ترابها الوطنى من دنس الإرهاب، حرب لا ينظر إليها الغرب بعين الارتياح، ولا يصب فى مصالحهم أن تقف هذه الدولة على قدميها، وتتعافى وتخطط لنهضة اقتصادية شاملة، وتستعيد مكانتها الإقليمية والدولية، وتحقق معادلة التوازن المفقود فى المنطقة، ولم يجدوا فى جعبتهم غير تمثيلية القنبلة الإرهابية السرية التى يشتبهون فى وجودها، ولكنهم «غير متأكدين»، ومنطق الأمور يقول انتظروا حتى تتأكدوا، أما مصر فمتأكدة تماما أن الإرهاب مصيره إلى زوال، وأن سيناء هى كلمة السر.