لكن كعادة الشرقيين يصرحون بشعارات لا يطبقوها على أرض الواقع وفقا إلى نظرية ازدواجية الفكر التى نعانى منها بسبب النشأة التى تفرق بين ما نعلن ونخفى، ومن هنا دائما ما يقول الرجل إنه يكره كذب النساء مع أنه فى الحقيقة عاشق للمرأة الكاذبة المحترفة التى لا يستطيع كشفها وفقا لآراء الطب النفسى التى أقرت على ذلك.
الرجل المصرى يكذب ويتظاهر بكرهه للكذب
علقت الدكتورة شيماء عرفة أخصائى الطب النفسى على فكرة كره الرجل الشرقى للكذب قائلة: للأسف نشأنا جميعا فى مجتمع عابد لبعض العادات والتقاليد التى أصبح من الصعب التخلى عنها حتى مع مرور الزمن وتقدم الوقت، لذلك فمعظم الرجال يتظاهرون بتخلى عنها وهى فى الحقيقة متغلغلة بداخلهم.
وعلى سبيل المثال يتظاهر الرجل بتقبل الفتاة التى لها ماض طالما بدأت صفحة جديدة معه، وفى نفس الوقت إذا صارحته بأى علاقة قديمة لها حتى إذا كانت علاقة سطحية من الممكن أن يتراجع فى الارتباط بها، وفى الوقت ذاته إذا كذبت، وقالت له أنت أول رجل يدخل حياتى حتى إذا كان غير مقتنع بذلك يقنع نفسه ويستكمل حياته معها بكل أريحية.
مضيفة: ومن هنا جاء التناقض الذى يؤكد على أن الرجل دائما يظهر عكس ما يخفى وأن بداخله شخصا آخر يرفض الحقيقة وينكرها وفقا للعادات والتقاليد التى تربى عليها والتى لم تستطيع العولمة والتداخل الثقافى محوها.
الصراحة مع الرجل الشرقى تؤرقه ولا تريحه
كما أكدت الدكتورة "تغريد صالح" استشارى الطب النفسى على هذا الرأى مشيرة إلى أن الصراحة ليست فى كل الأحيان راحة بالنسبة للرجل قائلة: إذا ابتعدنا قليلا عن التفسيرات العلمية والتحليلات النفسية لهذه الصفة فى الرجال ونظرنا إلى التجارب العملية بين الازواج والزوجات، نجد أن الرجل يفضل أن تكذب زوجته وتقول له إنها لا تتعامل مع أى رجل حتى لو كان زميلها بالعمل، ولا تنام إلى إذا عاد إلى المنزل، ولا تأكل إلا إذا طمأنت قلبها المشغول عليه، ولا تشتكيه لأهلها ودائما تتذكر له المواقف الحسنة، وتظل معشوقته إذا احتفظت بهذا الوجه الملائكى ويظل هو متناسى بمحض إرادته أننا بشر.
مضيفة: وكلما احترفت الفتاة فى الكذب ولم تترك وراءها أى ثغرة تكشفها كلما زاد حبها فى قلبه حتى إذا لم يكن على قناعة شخصية بأنها بالفعل تقوم بكل ذلك، إنما الكلام حتى إذا كان كاذبا يرضى غروره كرجل، ويفضل أن تظل كاذبة ومزيفة على أن تكون صريحة ومواجهها.
التربية الخاطئة سبب عشق الرجال للنساء الكاذبات
بينما أرجع الدكتور "مصطفى حسين" استشارى الطب النفسى هذا الطبع فى الرجل الشرقى على وجه الخصوص على النشأة الخاطئة التى رسخت بداخله معانى ومفاهيم خاطئة للرجولة قائلا: لا يمكن أن ننكر أن هناك نسبة كبيرة من الرجال لا يمكن التعامل معها بصراحة، وحتى تكسب النساء رضاهم يجب أن تتبع الطرق الملتوية حتى تصل إلى قلوبهم لكن لم يكن السبب فى ذلك الرجل وحده إنما معه النساء الشرقيات العاشقات للكذب اللائى يرتضين بالأحكام والأوامر والقيود التى يفرضها عليهم أزواجهن، ثم يفعلون عكسها تماما فى الخفاء ومن هنا يضطرون للكذب ويدفعون الرجال لعشق هذا الكذب الذى يجدون فيه راحتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة