الكل اتحد ضد مصر فجأة. العالم والدولار والسيول والصرف الصحى. وانفض الأصدقاء من حولنا دولة دولة. وبعيدا عن (اللطم والتقطيم) يجب أن نتعلم الكثير مما يحدث الآن، فلا يوجد صديق للأبد، ولا يوجد من يعطيك لله فى لله، ويجب أن تكون قويا حتى تلتف الدول من حولك، فلغة اللطافة والظرافة والمديح لن تسدد القروض أو تجلب الدعم المطلوب.
ولا يمكنك أن تحتمى بالأحبة والأصدقاء إذا كنت عاجزا عن حماية نفسك بداية بتوفير الماء والطعام وحتى توفير السلاح ومهارات القتال. يجب أن نعترف أننا كشعب أو كحكومة (شاريين دماغنا وبنهرج) وإننا فعلا دولة الفرص الضائعة والطموحات الخائبة، فلا نحن نمتلك الصبر ولا الإرادة ولا الإصرار، كل ما نجيده هو المناظرة والكلام وتبادل الاتهامات بالغباء والتقصير والفساد والإهمال. لا نعرف التعاون والمشاركة فى تحقيق الأهداف بل نتقن المنافسة والمنازعة والتكسير.
أتمنى أن تكون الظروف السيئة التى نمر بها دافعا لأن نكف عن ذلك وأن نعرف قيمة الإخلاص والتعاون بين الشعب والقيادات.
وبداية هذا التعاون هو مشاركة النخبة والمتخصصين فى اتخاذ القرار، لذلك أقترح (بكل أدب وتواضع ورجاء) أن يعتمد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى على نخبة منتقاة من الخبراء العالميين والمحليين لوضع خطة اقتصادية عاجلة تعالج الأزمات الحالية، وتقلل من آثارها السلبية، وتوفر العجز الدولارى من خلال مشروعات سريعة الربحية، توفر احتياجات الداخل أو تصدر للخارج لتساهم فى مواجهة البطالة والفقر.
وتضع خطة طويلة الأجل لتنفيذ المشروعات القومية الكبرى التى لن تؤتى ثمارها إلا بعد أعوام وسنين، ونحن لا نمتلك رفاهية هذا الوقت. أقترح على الدولة بكل تقدير أن تحد من مهام التنمية المجتمعية التى ألقتها على كاهل الجيش، سواء توفير مواد غذائية، أو رصف طرق، وإنشاء كبارى، أو التكفل بالعديد من نواحى الأمن الداخلى، علينا أن نفرغ الجيش لمهامه الكبرى والعظمى فى حماية هذا الوطن، والتمرس والتأهيل الكامل لحمايته من الأخطار الخارجية، وهى تتزايد وتحتشد الآن.
على الدولة أن تجد بدائل من رجال الأعمال المخلصين، أو مصانع قطاع الأعمال المهملة، أو من شركات المقاولات الكبرى محلية وعالمية، وأن تضع آليات لمراقبتها ومتابعتها، وعلينا نحن أن نعترف بأننا شعب كسول فى أغلبه، مهمل لا يميل للاجتهاد، ولا يدرك قيمة الالتزام فى العمل. علينا أن نبدل هذه الصفات بسرعة حتى لا يدهسنا العالم. وعلى الإعلام أن يفيق وأن يكف عن تهويل الصغائر والتهليل للتافه والتضليل بالزائف. عليه أن يفهم أنه الجيش الأول فى هذه المرحلة، وأن إخلاصه وضميره قد ينقذان هذا الوطن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة