لا أنا وأنت يوافق على التجاوزات الخطيرة التى يرتكبها بعض ضباط الشرطة الذين يستخدمون القتل والتعذيب ضد المواطنين فى صورة كنا نظن أنها اختفت عقب إسقاط نظامى مبارك ومرسى، ولكن خاب ظننا جميعا، لأن هناك عددا من الضباط الذين مازالوا يعيشون فى وهم أن السلطة يعنى قتل وتعذيب المواطنين، ولأن هؤلاء لا يفهمون خطورة ما يخطط لإسقاط الدولة من الإخوان ومراهقى يناير واختاروا يوم 25 يناير 2016 المقبل، هى ساعة الصفر، مستغلين تجاوزات بعض ضباط وأمناء وجنود الشرطة، معتقدين أنهم قادرون على تكرار سيناريو 25 يناير 2011 الذى كانت تجاوزات جهاز الأمن سببا فى انفجار الشعب والذى استغله الإخوان ليحتلوا مصر، وهذا السيناريو يتكرر الآن.
ومع قدوم ذكرى أحداث 25 يناير 2011 فإن حجم المزايدات والمؤمرات فى تزايد، ولأننا جميعنا يعلم أن مخططات جماعة الإخوان لن تنتهى لا فى 2015 ولا فى 2016، وأن 25 يناير من كل عام سيتحول إلى مأتم شيعى لجماعة الإخوان ومراهقى يناير تحت مزاعم وشعارات على شاكلة «الثورة مستمرة» و«دم الشهداء» و«عيش وعدالة»، وغيرها من الشعارات التى مازال البعض يتاجر فيها وبها، والدليل أن مجموعات مثل 6 إبليس ومعها بقايا الإخوان، وما يعرف بتنظيم «الاشتراكيين الثوريين» بدأ من الآن الندب والصراخ والتحضير لحرق مصر فى 25 يناير، تحت زعم «إحياء الثورة»، وغيرها من الشعارت البراقة التى تغزو العالم الافتراضى المعروف بالنت، وكلها شعارات تحريضية ستواجه بتجاهل شعبى ومواجهة أمنية لكل محاولات التخريب المنتظرة من هذه المجموعات التى تحولت إلى «عفاريت وشياطين حرق مصر».
والحقيقة أنه منذ عزل مرسى والقضاء على حكم الإخوان اختفت مجموعة الاتجار بالثورة، ثم عادت مرة أخرى بعد أن شعرت أنه لم يعد لها دور يذكر، مستغلة فى ذلك هوجة وشغب الإخوان اليومية والقتل المتبادل بين الجماعة والشرطة والشعب الذى وصل إلى حد ذبح المواطنين فى الشوارع على يد مليشيات الإخوان، والآن وبعد فشل الإخوان ومراهقى وتجار المظاهرات فى شيطنة مصر، بدأ العملاء منهم فى إشعال كل شىء فى مصر، والدليل حجم الشائعات والأخبار «المضروبة» التى تبثها الجماعة ومراهقو هوجة يناير بأن 25 يناير 2016 هو إشعال ثورة ثالثة فى مصر، وكأننا فلحنا فى الثورات السابقة حتى يسهم شعب مصر فى فوضى أخرى.
إذن، 25 يناير 2016 سيحتوى على مشاهد مزيفة وكاذبة، لأن القوى التى ستخرج فى هذا اليوم مجرد مجموعات ظنت نفسها أنها صنعت ثورة، وعاشت الوهم واعتبرت نفسها طبقة نخبوية مميزة وعلى شعب مصر الركوع لها والتسبيح بحمدها والغناء بأمجادها المزيفة والوهمية، ومنذ عزل مرسى وإعلان خارطة الطريق ونجاح الجيش والشرطة فى إعادة جزء من هيبة الدولة اختفت كل الخلايا النائمة للجماعة، وصمت كل من ظن أنة زعيم «ثورة»، واعتقدنا جميعًا أننا تخلصنا منهم، وللأبد، ولكن يبدو أنها كانت مناورة لهؤلاء الجبناء، حيث بدأوا فى الظهور مرة أخرى وبنفس الشعارات القديمة والكاذبة والمملة، وحددوا ذكرى وهمية اسمها 25 يناير 2016 يناير للانتقام من الشعب والجيش والشرطة، هل فهمتم الآن لماذا ارتفعت وتيرة الهجوم على تجاوزات القلة من ضباط الشرطة التى ندينها جميعا، لأن هذا التعذيب يستغلة المراهقون وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية..
لقد أصبحت على قناعة كاملة بأن هناك «قلة» من أنصار ما يعرف بـ«الثورة مستمرة» مازلوا يعتقدون أن لديهم أدنى تأثير فى الشارع، أو أن تلك القلة قادرة على حشد وتحريك الجماهير حسب هواهم ورؤيتهم «الفشنك» للتغيير «المطلق»، وغير محدود المعالم، كما يتصور هؤلاء المراهقين الذين صدعونا منذ يناير 2011 وحتى الآن، بعالم افتراضى من وحى خيالهم، وكانت النتيجة أن مصر تم سرقتها على يد جماعة الإخوان التى استغلت سذاجة مراهقى يناير وخيبة قيادتهم، ونجحوا فى سرقة وطن، ولولا جيشنا العظيم الذى تدخل فى الوقت المناسب، لكان مصيرنا أسود مثل مصير ليبيا أو اليمن أو سوريا أو العراق.
للحديث بقية..